سامية المراشدة تكتب : البيت الأردني مأمن الجميع

لهذه اللحظة، لم يدرك البعض أن الأردن هو الأمان الذي لجأ إليه الكثير ليعيش حياة تليق بالإنسانية، بالرغم مما يحمله الوطن من تحديات، تحملها الجميع لبقاء الأردن ثابتًا في وجه أي ريح عابرة تنثر غبارها في كل أزمة إقليمية وعربية، حتى يضعف الأردن، ولم يضعف. أي تفكير هذا الذي يقتنع فيه البعض أن العبث في النسيج الوطني، النسيج الذي ضم الكثير وتشاركنا فيه اللقمة، يجعلنا في مجتمع واحد، المفروض أن يكون بدرجة الوعي التي تمنع أن يتهم هذا البلد بالتقصير أو الإساءة لمكوناته. بل يجب أن يقتنع الأردنيون أن الأردن وطنهم الذي عاشوا فيه، فيجب الإخلاص له. هذا البلد الذي طالما وفر لنا ما لم توفره الدول المجاورة من عز وكرامة وخبز وماء، وشعب طيب صاحب فزعة لا يرضى الظلم لأحد. حتى تأتي مظاهرة في مقدمتها حافلة ومكبرات الصوت تصدح بمعاني لا يفهمها الغرب ولا حتى الأعداء. أين من ينادي بصوته: "تبا لك يا نتنياهو، تبا لجيشك، والدول التي تدعمك"، توجه رسالة قاسية المعاني للعدو الصهيوني. لكن ما نراه ليس مظاهرة مناهضة ودعماً لغزة، بل هي عبارة عن استفزاز وخلق فوضى وكراهية بين الشعوب، لكي يتحقق حلم البعض بأن ينشغل الأردن بصراعات داخلية ،

البيت الأردني مأمن للجميع، لكن نحن العقلاء أصحاب المشهد الحقيقي الذي كلما تشوه أعدنا جماليته. الأردن ليس بهش، لكن الأردن أكبر من جهلاء يسيرون في الشارع، من بينهم نساء يصرخن بوجه الأمن، وشباب صغار يتراكضون في الشارع حينما يقترب منهم رجال الأمن. المظاهرة الحقيقية أن لا يكون بمقدمتها حزب ولا جهة تنتمي لأي جهة خارجية، بل مظاهرة يجتمع بها بنيّة صافية وطنية معبرة لا تحمل أي علم إلا علم الأردن. بمقدمتها رجالات الوطن بكافة الأصعدة، والكبار يمسكون بأيدي البعض بصورة راقية حضارية. هي أن نوصل رسالة داعمة يتشارك بها كل أطياف الأردن دون الإساءة للبعض والتخوين، بل فيها دعم القيادة الهاشمية وتعزيز دور الأردن ومساندتها. بل نصرخ بوجه العدو الذي نعرفه جيداً، وليس لنصرخ بوجه البعض. بل نتعلم من بعض الدول القريبة والبعيدة، من بينها الدول الأجنبية، كيف نتظاهر، منها لا تتضرر بها بناء ولا حافلة ولا محل تجاري. بل هدف واحد هو رسالة للغرب أننا مع فلسطين.

للمرة الأخيرة، الأردن بيت للجميع ولا نرضى له أن يخدش، ويجب على الجميع أن يضع أمام عينه أن مثل الأردن لم ولن نجد مثله، وأمن الأردن وشعبه وقيادته هو هو اجمل ما فيه ..

ديروا بالكم على بيتنا الاردني