عاجل - الفايز : هذا "ثالوث مقدس" ستُقطع اليد التي تمتد إليه وسيُقص اللسان الذي يسئ له

نبأ الأردن -
تالياً كلمة رئيس مجلس الأعيان، فيصل الفايز، التي افتتح بها جلسة اليوم، وتطرق خلالها إلى التطورات الإقليمية والدولية، وما جرى مؤخراً على الساحة الأردنية لا سيما فيما يتعلق بالمظاهرات و"الهتافات" :
الزميلات والزملاء ...
واجه الاردن منذ التأسيس تحديات سياسية وامنية عديدة ، وهذا قدره بسبب موقعه الجيوسياسي ، لكننا تجاوزنا هذه التحديات ونحن اكثر قوة وصلابة ، بفضل حكمة قيادتنا الهاشمية ، ووعي شعبنا ، ومنعة اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة ، ورسوخ مؤسساتنا الدستورية ، فاستمر الاردن عصيا على الانكسار ، حرا سيدا ، لم تستطع اياد الغدر وسهام الحاقدين ، النيل من شموخه وعزته وامنه واستقراره .
الزميلات والزملاء ...
ان السؤال المطروح اليوم ، ماذا علينا ان نفعل في ظل المتغيرات على الساحة الدولية ، والرئاسة الامريكية الجديدة التي تضرب بكل الاتجاهات وترفع شعار" أمريكا أولا " ، واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية ، وما يجري في السودان واليمن وليبيا ، وما جري في سوريا ، وفي ظل استمرار سياسات دولة الاحتلال التوسعية والعدوانية ، وفشل تعدد الساحات ، وتحجيم حزب الله وحماس وايران المتوقع ان تتعرض لضربة عسكرية ، وفي ظل اعادة احتلال قطاع غزه ، ووجود واقع اقليمي ودولي جديد ، ومعادلات سياسية جديدة في المنطقة .
ان المطلوب منا جميعا ، وامام كل هذه الفوضى العارمة ، على الساحتين الدولية والإقليمية ، ان يكون الحفاظ على امن الوطن واستقراره ، والحفاظ على مصالحنا العليا وثوابتنا الوطنية هو ألاساس ، لكن للاسف فرغم هذه التحديات ، يخرج علينا من يتطاول على الوطن واجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة ، تحت شعار نصرة غزه ، فما حدث الجمعة الماضية خلال الاعتصامات والمسيرات ، من اساءات وجهت لقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، لا يمكننا القبول به ، او تجاوزه والسكوت عنه ، فالوطن وقيادتنا الهاشمية ، وقواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية خط احمر ، فهذا الثالوث المقدس ستقطع اليد التي تمتد اليه ، وسيقص اللسان الذي يسئ له .
ان من يحاول العبث بثوابتنا الوطنية ، والمس بسلمنا الاهلي ووحدة نسيجنا الاجتماعي ، عليه ان يدرك بأن كل الاردنيين الشرفاء الاحرار مع الاردن وامنه واستقراره ، وكل النشامى والنشميات مع جلالة الملك عبدالله الثاني ، وكلنا مع اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة .
وهنا اقول للذين يتجاوزون على قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، " كفى " ، واذكرهم واذكر غيرهم ، بتضحيات ابناء الوطن وأبناء قواتنا المسلحة دفاع عن فلسطين ، في معارك باب الواد واللطرون والكرامة ، وفي جنين والقدس ، وفي العديد من المدن الفلسطينية ، هؤلاء الشهداء الذين سالت دمائهم الطاهرة الزكية ، على اسوار القدس وروت كل بقعة من ثرى فلسطين .
الزميلات والزملاء ...
الاردن هو الاقرب الى فلسطين والقضية الفلسطينية ، وقد كانت مواقفنا ومواقف قيادتنا الهاشمية على الدوام ، مواقف مشرفة في نصرة الشعب الفلسطيني ، والدفاع عن القضية الفلسطينية ، لهذا لن نسمح لاحد ان يزاود علينا في نصرة شعبنا الفلسطيني ، فالاردن ومنذ عهد الامارة ، ساند كفاح الشعب الفلسطيني ونضاله ، من اجل الحرية والاستقلال .
والاردنيون ومعهم احرار الامة ، لن ينسوا تضحيات قيادتنا الهاشمية من اجل فلسطين ، فالشريف الحسين بن علي رحمه الله ، رفض الاعتراف بالانتداب البريطاني على فلسطين ، ورفض الاعتراف بفلسطين وطنا قوميا لليهود ، فتم التآمر عليه ونفيه إلى قبرص ، وعند وفاته دفن في باحات المسجد الاقصى ، كما ان جلالة الملك عبدالله الاول رحمه الله ، استشهد في المسجد الاقصى ، عندما كان يهم لصلاة الجمعة .
وجلالة المغفور له بأذن الله تعالى ، الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ، لم يتوانى لحظة ، من اجل حل القضية الفلسطينية ، وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة ، فموقف جلالة المغفور له تجاه القضية الفلسطينية والقدس ، شكلت نقطة مركزية في تاريخ النضال العربي والاسلامي من اجل القضية الفلسطينية ، كما شكلت مواقف جلالته الدرع الذي حمى المقدسات الاسلامية والمسيحية من التهويد طوال عقود .
واليوم فأن جلالة الملك عبدالله الثاني ، يعتبر القضية الفلسطينية والدفاع عنها في مقدمة الاولويات ، ويسعى جلالته بكل قوة ، لتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقة المشروعة ، باقامة الدولة الفلسطينية على التراب الوطني الفلسطيني ، وعاصمتها القدس الشرقية .
كما ان جلالة الملك ، يتصدى بكل حزم للعدوان الاسرائيلي الغاشم ، على الاهل في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزه ، ويشرف جلالته بذاته ، على ارسال المساعدات الانسانية ، وانزالها بيديه الطاهرتين للمحاصرين في قطاع غزه ، ويوجه جلالته بادامة المستشفيات الطبية العسكرية فيه ، وفي المدن الفلسطينية المختلفة ، ويتصدى للمخططات الاسرائيلية التوسعية ومحاولات التهجير القسري للشعب الفلسطيني ، لهذا كان الاردن بقيادته الهاشمية ، وبعشائره وقبائله ومختلف اطيافه الاجتماعية ، المدافع الاول عن القضية الفلسطينية .
كما شارك أبناء العشائر في الثورة الفلسطينية عام 1936 ، وتطوع اكثر 1200 من ابناء القبائل والعشائر الاردنية ، وانضموا الى القوات المسلحة الاردنية في حرب 48 دفاعا عن فلسطين ، حيث استطاعت قواتنا المسلحة وعددها حين ذلك قرابة 4300 جندى ، من الدفاع عن الضفة الغربية ومنع احتلالها من قبل اسرائيل .
الزميلات والزملاء ...
في كل مرة يحاول المتربصون بأردننا زعزعة استقراره ، يجدون شعبا صلبا متماسكا ، وملكا شجاعا لا تهزه العواصف ، فنحن نعيش في وطن قيادته هاشمية حكيمة ، ووطن صنع بتضحيات الاباء والأجداد ، وامتزج فيه الجيش مع الشعب ، فكيف يتجرأ بعضهم على محاولة تفكيك هذا النسيج الراسخ ، وهذا الوطن الصلب .
اننا في الاردن لن نسمح للمندسين ، العبث بنسيجنا الاجتماعي ، او النيل من وحدتنا وتماسكنا ، لقد قال جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله " ان من يحاول المس بالوحدة الوطنية ، هو عدوي ليوم الدين ، ووحدتنا الوطنية خط احمر " .
كما حذر جلالة الملك عبدالله الثاني ، من أصحاب الأجندات المشبوهة ، الذين يهدفون إلى الإساءة للأردن والوحدة الوطنية ، وقال جلالته " ان الوحدة الوطنية خط أحمر ، ولن نسمح لأحد في الداخل أو الخارج بأن يسيء إليها " .
وقال جلالته " كفى " ، وطالب المواطنين ومؤسسات الدولة والحكومة ، ومجلسي الاعيان والنواب ووسائل الاعلام ، بالتصدي لأصحاب الأجندات الخاصة والمشبوهة ، والتعامل بحزم مع المشككين الذين يريدون الإساءة للوطن والعبث بأمنه ومنجزاته .
الزميلات والزملاء ...
من داخل قبة مجلس الامة ، ومن منبر هذه السلطة الدستورية الراسخة الثابتة، وفي ظل الاوضاع الراهنة ، والتحديات السياسية والامنية التي تواجه الوطن ، فأنني ادعو الاحزاب السياسية ، خاصة المتمثلة في مجلس النواب ، الى استغلال هذه المنبر البرلماني الحر ، للتعبير عن مواقفها السياسية تجاه مختلف القضايا ، واطالبها بعدم النزول الى الشارع ، ودعوة الجماهير للتظاهر والاعتصام ، واستغلال عواطف المواطنين ، تجاه ما يجري في قطاع غزه والضفة الغربية المحتلة ، لان البعض يستغل هذه التظاهرات للاساءة للوطن .
ان الشعبوية والخطب الرنانة التي تلهب المشاعر ، لا تخدم القضية الفلسطينية ، ولا توقف العدوان الاسرائيلي البشع ، بل من شأنها اثارة الفوضى والبلبلة داخل المجتمع ، وعندها تبدأ قنوات مأجورة ببث الفتنة ، للفت الانظار عن العدوان الاسرائيلي البشع ، اضافة الى انها تحمل الاجهزة الامنية فوق طاقتها ، جراء عملها المتواصل لحماية هذه التجمعات من المندسين ، في الوقت الذي تقوم فيه اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة ، بحماية امننا الداخلي وحدودنا من المتربصين وقوى الشر ، وتجار المخدرات .
الزميلات والزملاء ...
اننا في الاردن ، ستبقى بوصلتنا القدس ومقدساتها ، وستبقى القضية الفلسطينية ، في مقدمة اولويات جلالة الملك عبدالله الثاني ، وسيستمر الاردن كعهده منذ الامارة بقيادته الهاشمية ، يساند كفاح الشعب الفلسطيني ، ويدعم نضاله المشروع ، من اجل الحرية والاستقلال ، فهذا الامر ثابت اردني مقدس .
لكن الاردن العروبي الاصيل ، لن يسمح بنقل المعركة مع العدو الصهيوني الى الداخل الاردني ، وحرف البوصلة عما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية ، وستبقي مصالحنا العليا ، والحفاظ على امننا الوطني واستقرارنا اولوية الاولويات ، فهذا الحمى الاردني الهاشمي ، وهذه الارض الطاهرة مهبط الانبياء والرسالات ، وارض النخوة والشهامة ، لن نسمح ان تنال منه سهام الحقد ، وسيستمر الاردن بقيادته الهاشمية ، عنوانا للامن والاستقرار ، ومنارة للحرية والعدالة ، وملاذ للاحرار والمستضعفين ، كما اراد قادتنا الهاشميون ، اصحاب الشرعية الدينية والتاريخية والانجاز .
وهنا اشير ايضا الى مسائلة هامة ، وهي ان الاردن لا يستطيع تحمل اعباء القضية الفلسطينية لوحده ، ولا يستطع خوض حربا مع اسرائيل لوحده ، فقرار الحرب مع اسرائيل قرار عربيا ، لكن اذا ما دعينا الى الحرب ، وحاولت اسرائيل العبث بثوابتنا الوطنية ، فسنرخص الدم من اجل الدفاع عن الوطن ، وسنتصدى لها بقوة ، فمعركة الكرامة ليست ببعيدة .
الزميلات والزملاء ...
أننا في مجلس الاعيان ، نؤكد وقوفنا خلف قيادة جلالة مليكنا المفدى ، ندعم ونساند كل جهد يقوم به جلالته ، من اجل الحفاظ على امن الوطن وفي دفاع جلالته عن ثوابتنا الوطنية ومصالحنا العليا ، وسنتصدى بحزم وقوه ، لكل يد تسعى للعبث باستقرارنا ، فالاردن خط احمر ، ومليكنا عبدالله الثاني خط احمر .
انني ادعو شعبنا الأردني الحر العظيم ، ان لا يلتفت الى دعاة الفتنة والمشككين ، وان نتصدى لكل من يتطاول على قواتنا المسلحة واجهزتنا الامنية ، فهي درع الوطن وحصنه المنيع ، وادعو الجميع بالالتفاف حول جلالة الملك ، فجلالته صمام امان الاردن والاردنيين ، وذلك من اجل ان يستمر الاردن قلعة للصمود ، ورقما صعبا في المنطقة لا يمكن تجاوزه ، وليستمر وطنا عصيا على الانكسار ، و طودا شامخا في وجه التحديات والمؤامرات ، ولتكن وحدتنا الوطنية امانة في اعناقنا كما اكد عليها جلالة الملك عبدالله الثاني .
الزميلات والزملاء ...
باسمكم جميعا ، نوجه تحية الفخر والاعتزاز ، الى قواتنا المسلحة الباسلة واجهزتنا الامنية ، حماة الوطن والمسيرة ، رمز العطاء والتضحية والبطولة ، فلهم منا كل المحبة والتقدير والعرفان ، وكل الدعم والاسناد .
عاش الوطن ... عاش الملك