د. تيسير أبوعاصي يكتب: ( صليل القوافي )

 ما اروعك ، أن تملأ الفرح بين اهداب جناحيك فتصفق له في الاعالي وتنثر الحب في اركان وجداننا وسراب احلامنا وتهيؤات أجفاننا ، ان تضيء شعلة في نهايات سراديبنا التي اثقلتنا خوفا ووجلا .

   حبيب العمر ايها الزمن القابض على الام الكون المثلوم ، ايها التائه بين حدود الآه والآه ؛ الخوف والوجع ، وأقبية الموت والنهايات ، ها انا القادم طيفا وظلا وأحلاما اقتحم سكون الصمت واصرخ من عفن الى عفن ومن برودة الصقيع ، انادي في جوف تنازلت فيه لأرتال الخريف ومواكب الربيع التي جاءت مزغردة فوق أكمات اليأس والبؤس .

.         ها هي آمالنا تضطجع بين صفوف القبور ، وأفعالنا عاجزة  تلملم من خفايا الشك مفردات تتوهج اتقانا وتلألؤا وأسفارا ، تاريخنا يتلو الف حكاية وحكاية عن عبور مؤزر  الى اعتاب المجد والحضارة ، أما نحن فنعاقر في أزقة التمني خمور العبث ورماحا ومعاركا منسوجة من فن الخطابة ، بديع الحرف ، زئير  الأنا ، نفير التحدي ، صليل القوافي .

لكننا ما زلنا نهيم في عرض البحر على أكمات الموج وسواري السراب نترقب مصيرنا القابع ما بين دهاليز المجهول .