النص الكامل لكلمة النائب مدانات والتي دفعت الصفدي لوصفه بـ "الصقوري"

{title}
نبأ الأردن -
تالباً النص الكامل لكلمة النائب جهاد مدانات، من كتلة جبهة العمل الإسلامي، والتي وصفت بأنها من بين الأعلى سقفاً خلال مناقشة النواب للبيان الوزاري لحكومة الدكتور جعفر حسان، وهو ما دفع برئيس المجلس أحمد الصفدي ليصفه بأنه "صقوري"، وكان يوجه الكلام "التساؤل" لرئيس الكتلة صالح العرموطي.

بسم الله الرحمن الرحيم

سعادة الرئيس

اخواني الافاضل

اخواتي الفاضلات

واسمحوا لي بداية القول بان لا تتوقعوا ان لا يكون صوتنا عاليا وسقف خطاباتنا اعلى بما ينتصر لاوطاننا وامتنا ولا يخذل شعبنا الذي وضع مطلق ثقته بنا.

الذين صوتوا لنا من ابناء هذا الشعب المقهور وغمرونا باصواتهم ومحبتهم لا ينتظرون منا ان نقف صامتين عن قول الحق وبهذا المعنى فإن المسؤولية الملقاة على عاتقنا ثقيلة بثقل هذه الامانة.

تاتي الحكومات الاردنية بوعود براقة ما تلبث ان تختفي وتغيب تدريجيا حال حصولها على الثقة التي نصت عليها مواد الدستور الذي طالما خذلناه.

عندما اسمع لغة الارقام الرسمية والمليارات القادمة والمغادرة وتلك التي في الطريق اجفل وانا على يقين بان مواطننا سوف يصحو وليس في جيبه ثمن الرغيف !

وعلى سيرة الارقام الحقيقة استطيع ان اؤكد باحصاءات رسمية ان حزب جبهة العمل الاسلامي قد حصد ما يقارب النصف مليون صوت في انتخابات حرة ونزيهة شهد لها العالم اجمع رغم انها لم تمكننا من التواجد في المكتب الدائم لهذا المجلس الكريم وهنا اسمحوا لي ان استشهد بما كان يقوله السيد المسيح عليه السلام وهو يخاطب المذنبين الذين طلبوا التوبة لاقول :
مغفورة لكم خطاياكم الى الحد الذي حرمنا من التواجد في المكتب الدائم ولكن ليس الى الحد الذي يمكن ان يحرمنا من رئاسة اللجان التي نرغب ونتطلع لرئاستها خدمة لوطننا وشعبنا وامتنا ايضا.

هموم الحياة في وطني تتراكم بغزارة فوق روؤس ارباب الاسر والمؤلم انها بفعل سياسات رسمية تعمد وتلجأ لها حكوماتنا وهي اكبر من ان يواجهها اصحاب الدخول المتوسطة فكيف يكون حال العاطلين عن العمل او المتقاعدين مدنيين وعسكريين الذين لا تتعدى دخولهم خط الفقر الذي حددته الحكومات !

الحقيقة الموجعة والمؤلمة والتي لا تخفى على اي منكم هي ان الاسرة الاردنية تعيش أسوأ الظروف واحلكها في ظل سياسات حكومية لم تجد لازماتها سوى جيب المواطن خزانا لحلول يغطي تقصيرها ولربما فشلها في اغلب الاحيان .

لا يستوي ابدا رؤية مواطننا المسحوق يعاني اقسى واشد المعاناة بينما يتنعم اخرون بوظائف ومكاسب ومغانم فاضت لتزيدهم ثراءً فوق ثراء .

الاردن المحصن اردن تسود فيه العدالة والمساواة التي تبدأ بهذا المجلس من خلال القوانين والتشريعات الناظمة لحياة يجب ان يكون شعارها الرئيس المحافظة على كرامة الاردني وحريته في التعبير .

المتعثرون ماليا ملف خطير جدا في بلد يصفونه وبكل اسف ببلد المليون متعثر والذي تتعدى تداعياته المدينون انفسهم لتزحف وتتمدد وتتسرب الى كامل اسرهم التي تعيش أسوأ الكوابيس في ظل قوانين وتشريعات جائرة بائسة خلافا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية وتحديدا المادة ١١ التي تنص على عدم جواز حبس المدين والذي صادق عليه الاردن منذ عام ٢٠٠٦ وفي هذا الجانب لست في شك من ان معالي وزير العدل يطوي صفحة هذه القوانين .

المزادات العلنية سرقات مقوننة واذا كان من ملامة فلعلي لا الوم سوى مجالسنا التشريعية التي شرعت اغتصاب املاك العباد لتكون وجبات دسمة للمتكرشة بطونهم سلبا ونهبا .

الحريات العامة في وطننا محط تساؤل كبير والتظاهر بوجودها باطل الاباطيل والصمت عنها خطيئة وفي هذا الجانب ايضا اتمنى ان ارى صوت ابن الاردن الصادق والامين الكاتب والناقد والاديب احمد حسن الزعبي خارج السجون بعد ان فقد من وزنه الكثير ليس لانه مضرب عن الطعام بل لانه مضرب ظلما وقهرا عن الكتابة والكلام .

لا يحتاج القطاع السياحي الى خمسية او عشرية جديدة لنرفع مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي بمقدار ١،٧ بالمئة اذا ما تبدلت السياسات والقوانين والتعليمات التي تحكم هذا القطاع .

السياحة مقبرة للبطالة شعاري الذي انادي به منذ سنوات طويلة وفي يدي ملف النهوض بهذا القطاع.

تذهب فرص العمل في القطاع الزراعي الى جنسيات غير اردنية ولست ابالغ اذا ما قلت ان معظم العاملين في هذا القطاع ليسوا اردنيين وهنا استغرب قرار الحكومة باعادة فتح الباب مجددا امام العمالة الوافدة التي اشك في حاجتنا اليها.

تمتص خزائن حكوماتنا معظم السيولة النقدية اما لتغطية التزاماتها التي خلقتها بالتاكيد حكومات سابقة او لسداد فوائد المديونية التي تجاوزت الحدود الامنة لا بل تعدتها بكثير وفي هذا الجانب نحذر من التوسع في الاقتراض المحلي من المؤسسات المالية على مختلف تسمياتها وتحديدا مؤسسة الضمان الاجتماعي لما له من تاثير سلبي مباشر على قطاعاتنا الانتاجية التي تفتقدها .

لست ضد سقف التوقعات العالي لحكومتكم بل استطيع القول بانني من ذلك الصنف من الرجال الذي يرفع دائما سقف توقعاته لكن ما اتمناه من هذه الحكومة ان يكون سقف التوقعات فيها مماثل لسقف التوقعات التي نأمل فيها تجاه الحريات العامة في البلاد .

معادلة الطاقة والانتاج احد اهم المعادلات التي يجب علينا الاهتمام بها وهي الباب الحقيقي الذي يجب ان نطرقه اذا ما اردنا ان ننهض بوطننا كي نحوله من الحالة الاستهلاكية الى الحالة الانتاجية الكفيلة بسداد مديونيتنا وتحرير اقتصادنا.

الهدر في المال العام باب اخر يجب ان يتوقف فورا و ثقافة الانخراط في ترحيل الازمات لن تقودنا الا الى مزيد من التردي ومزيد من الضغوط .

نحن قوم لا تعنينا المكاسب ولا التنفيعات واذا كان من بحث عن ثراء فيكفينا الثراء الاخلاقي الذي نعتز به لانه خيارنا ودستورنا ومصدر سعادتنا ايضا.

شعوبنا اليوم اكثر وعيا وادراكا بان خطاباتنا لن تبدل ولن تغير شيئا ما لم يتبدل النهج وتتبدل السياسات التي تقودها حكومات لم يعد يعنيهم مجيئها وبقاءها او رحيلها حتى.

يطغى على المشهد العام حالة من الاحباط لن تبددها الوعود التي مل سماعها شبابنا وشيبنا نساؤنا ورجالنا بعد ان دخل اليأس الى كل النفوس الحائرة تجاه الوضع المعيشي الذي يزيدنا يأسا وبؤسا ومرارة وشقاء .

التعاون المبني على المحبة والمكاشفة والصراحة والذي يستند الى الصدق قد يكون اكثر قبولا لدى شعب يعيش في اغلبه اقسى الظروف .

مشروع قانون الارث المسيحي على طاولة الكنيسة الارثوذكسية بانتظار مبادرة من حكومتكم ليصار الى صياغته والتصويت عليه من المجلس الكريم وفي هذا الخصوص اتمنى ان يصل هذا المشروع الي هذا المجلس الكريم باسرع وقت ممكن .

بالمحبة نستطيع ان نواجه اقسى التحديات وعندما اتحدث عن المحبة اقصد المحبة التي تنادي بها كتبنا السماوية وهي ذات المحبة التي تجسدت فيها تضحيات رسل الله وانبيائه سلام الله عليهم .

المفروض ان يكون شرقنا الذي كان مهدا لهذه الديانات السماوية مصدرا ونبعا للسلام الذي تحدثت عنه الكتب والذي اصبح اليوم حلم لا يعكسه الواقع البشع والمرير ولا المجازر الوحشية التي ترتكب يوميا ضد اهلنا في غزة وفلسطين .

اختم كعادتي بهمنا الاول والاخير بعد ان فشلت كل الجهود الرامية لاحلال السلام في غزة وفلسطين كامل فلسطين واقول ان ما عجزت عن القيام به الدول العظمى والمنظمات والهيئات الدولية التي تتحمل وزر ما يجري يدفعنا الى فقدان الامل بكل ما هو ارضي والانحياز الى كل ما هو سماوي.

القدس سيدة الكون وعروس السماء ومنارة الحق الذي هجرها تنتظر اليوم مخلصها بعد ان عجزت الارض ومن فيها وما عليها من نصرتها وانصافها على مدى عقود من الزمان.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير