"الأردن للإعلام العربي" يخصص ندوة حول القدس في الوجدان والضمير
نبأ الأردن -
أقيمت في اليوم الثالث والأخير لمهرجان الأردن للإعلام العربي ندوة "القدس في الوجدان العربي"، التي شارك فيها الوزير الأسبق والكاتب السياسي الدكتور جواد العناني، والوزير الأسبق والكاتب السياسي المهندس سمير الحباشنة، ومحافظ القدس عدنان غيث، فيما أدار الندوة وزير الثقافة الأسبق الأستاذ الدكتور عبدالله عويدات.
وتحدث من منزله في سلوان محافظ القدس عدنان غيث عبر تطبيق زوم، متوجهًا بالشكر للأردن قيادة وحكومًا وشعبًا، على مهرجان يأتي في وقته المناسب للرد على كلّ عدو لفلسطين قضية العرب المركزيّة، مؤكّدًا أنّ القدس حاضرة في كلّ الأذهان والقلوب.
وسرد غيث تاريخ الهاشميين مع القدس، والوصاية الهاشميّة التاريخية على القدس، لتبقى الوصاية سدًّا منيعًا أمام كلّ محاولات تغيير الهوية وطمسها، وقال إنّ المهرجان يحمل أهمية المدينة التي تعتصر ألمًا بحكم ما يعصف بها من مؤامرات، لتظلّ صامدةً نازفة، أمام الهجمة الاستيطانيّة. وحذر غيث من هجمات الاستيطان حول البلدة القديمة، وعمليات الهدم المتواصل، حيث زادت وتيرة ذلك بعد السابع من أكتوبر، ليصل الأمر إلى وجود أحياء كاملة مهددة.
وقال غيث إنّ محاولات شرسة تجري لتغيير الوجه الثقافي والديني للمدينة، باستغلال الانشغال بغزّة، كما تحدث عن مشروع التسوية والملكية اليهودية وغيرها من مشاريع ومحاولات ستتعطل حتمًا على صخرة صمود الأهل في المدينة.
كما حذر من مشاريع فرض السيادة على القدس وتقسيم المسجد الأقصى، داعيًا إلى التكاتف في هذا الظرف العصيب الذي تعيشه المدينة أمام محاولات أسرلتها، في ظلّ حاجتها لإجراءات واقعية لحمايتها وحماية سكانها.
وطالب غيث بالوقوف وقفة جدية أمام ما تتعرض له الأونروا من مضايقات. وقال إنّ دعم القدس ليس فقط واجبًا دينيًّا بل هو إنسانيٌّ أيضًا بما تحمله من مكانة لدى الجميع.
وثمّن المهندس سمير الحباشنة جهود المهرجان ووزارة الإعلام الفلسطينية، وإتاحة الحديث عن مفاصل الهم العربي، وقال إننا نتحدث عن القدس بقلوبنا وليس عقولنا، خصوصًا وقد غطى المهرجان الكثير من جوانب فلسطين والقدس.
ورأى الحباشنة أنّه في حالة الانكفاء العربي، تبقى القدس هي الرابط بين الجميع، مثلما هي القضية الفلسطينية بالنسبة للعرب، وللأردن تحديدًا، باعتبارها قضيّة داخلية، ولها خصوصيّة، حيث يعاني من معاناتها الشعب الأردني ويصطف حولها مثل معاناته من الفقر والبطالة وكلّ قضيّة خاصّة له، وذكر أنّ القدس أرض ارتوت بدماء وبطولات الجيش العربي، التي يسجلها الأردني بافتخار، ووقوفنا كأردنيين إلى جانب فلسطين.
وقال إنّ الوحدة الأردنيّة الفلسطينية في بداية الخمسينيات هي الوحدة الوحيدة التي نجحت، ولولا حرب 67 لكنّا نعيش في ظلال هذه الوحدة، وليس أدل على ذلك من حالة الانسجام والانصهار الرائع والمميز.
وتحدث الحباشنة عن التشابك في النسب والمصاهرة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، كما حذّر من الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ينحاز الشباب ربما دون وعي، داعيًا الكتاب والنخب والإعلام العربي إلى العمل على وحدة المستقبل والهدف والمصير العربي، دون تفرقة أو اشتغالات مبرمجة على الوحدة العربية بين الشعبين الشقيقين.
ودعا الحباشنة إلى عدم الانجرار وراء الانقسام الفلسطيني والتناقضات الهامشيّة التي تؤثّر على وحدة الصف والمصير الواحد للصف الفلسطيني. وأخيرًا تحدث الحباشنة عن المشروع العربي، نافيًا أن يكون مشروعًا ترفيًّا، بل حماية لنا كعرب لنا مشروعنا الذي لا يجب ألا يفتّ من عضده أي انقسام عربي.
من جهته، أكّد الدكتور العناني أن موضوع القدس دائمًا هي قطب الرحى ونقطة الجذب الأساسية، وكلّنا يجب أن نركّز عليها، لأنها وسط العالم، وهي التاج المضيء في جبين الأمة العربية والإسلامية.
وتحدث العناني عن إيمان وقناعة سكان القدس والمرابطين في المسجد الأقصى بجدوى صودهم، معتبرًا أنّهم هم من يمتكلون الحقائق المهمّة التي يمدّون بها السياسيين في هذه الحياة.
كما أشار إلى خطورة اللعب على مسميات الأماكن التي تستغلها إسرائيل لترسيخ فهم معيّن في أكثر من اتجاه.
وحول موضوع الوصاية الهاشميّة على المقدسات الإسلامية والمسيحيّة، أكّد العناني الحضور الهاشمي المنتمي لبيت النبوّة، كعائلة أصيلة وتاريخيّة لها ارتباط كبير بالقدس، منوّهًا بموقف جلالة الملك عبدالله الثاني شخصيًّا بموضوع الوصاية، واحترام جلالته للسيادة الفلسطينية على أرض فلسطين.
كما فنّد العناني كثيرًا من المزاعم الإسرائيلية واليهودية، والتي رسخت في أذهان العديد من الناس، مؤكدًا أهمية مدينة القدس كمدينة محاطة بالأرض المباركة، ولذلك فهي باقية في الوجدان الأردني والعربي على الدوام.