طارق ديلواني يكتب : هل انسحبت الدولة من دورها "الريعي" للمواطنين؟!
نبأ الأردن -
هل انسحبت الدولة الأردنية من دورها الريعي بمعنى رعاية المواطنين وتقديم الخدمات لهم، بما في ذلك التعليم والصحة والعمل والحماية الاجتماعية
الحقيقة أن ثمة تقليص متعمد لهذا الدور،ومنذ سنوات تحت ضغوط دولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي. وثمة توجه قريب الخصخصة التعليم والصحة والانسحاب تماما من المشهد وترك الساحة للمقاولين.
وفي أزمة نقابة الأطباء وشركات التأمين مثال حي على الصراع بين مصالح القطاع الخاص والمصلحة العامة. وغياب الدولة التي كان من المفترض أن تكون وسيطا لحماية المواطن.
لا يحق للدولة أن تكون طرفا محايدا أو متفرجا في أزمة تضرب الأردنيين في أمانهم الصحي. أو أن تتحول إلى جامع للضرائب فقط.
المواطن الأردني اصبح وحيدا في العقد الأخير وبات يشعر
بالعزلة والخذلان، ومع ارتفاع الكُلف المعيشية و غياب الحماية الاجتماعية ترك الأردني نهبا للنيولبرالية المتوحشة التي لا تقيم شأنا لنا إلا بقدر ما ندفع من ضرائب ورسوم.
اما سياسة تحرير السوق التي جاء بها الصلعان ذات يوم وكنا نظن انها طوق نجاة للمواطن المسحوق اتضح انها تريد تسليم المواطن لمنطق السوق واكراهاته وحيتانه.
ومع ضعف النقابات المهنية بل اضعافها وغيابها تماما عن المشهد، يبدو أن البقاء للأقوى فقط وللاقدر على الاستمرار في كونه دافع ضرائب مثالي.