يحيى الجبوري يكتب: “بين حُبّ الوطن وعشق الأشقاء: معاناة مشجع عراقي في مباراة العراق والأردن”

{title}
نبأ الأردن -
الناشط المدني يحيى الجبوري من العراق
في ملعب البصرة الفيحاء، حيث تتلاقى القلوب قبل الأقدام، شهدنا ما عجزت عنه السياسة والدبلوماسية. كانت مباراة العراق والأردن أكثر من مجرد مواجهة كروية، كانت لقاءً للأرواح والتاريخ المشترك، وميدانًا لترجمة أسمى معاني الأخوّة العربية.

أبرزت المباراة، بحضور الوفد الأردني ووسط استقبالٍ أخويٍ لا مثيل له من الشعب العراقي، ذلك الانتماء العميق الذي يربط الشعبين. فالعراق بلدنا، والأردن بلدٌ نحبه بصدق، وكلما رأينا العلم الأردني إلى جانب العراقي، تذكّرنا أن الرياضة تبني الجسور التي تهدمها الصراعات.
حيثُ ان مشاعري المتناقضة في هذه المباراة تشعرني بواجب التشجيع لوطني العراق، حيث ينبض قلبي بحب الأرض التي وُلدتُ فيها. وفي الوقت نفسه شعوري العميق اتجاه الأردن، ذلك البلد الذي أحببتهُ بشدة وقضيت فيه أجمال اللحظات ولدي فيه ذكريات خالدة.

في هذه اللحظة، تجسدت مشاعري بأبهى صورها، حيث لم اجد فرقًا بين الفرح بفوز أحد الفريقين أو ألم خسارة الآخر. فالرياضة هنا هي انتصار للإنسانية، وهي نقطة لقاء نحتفل فيها بالتنوع والاختلاف، ونجعل من المستطيل الأخضر مساحة تجمع القلوب أكثر مما تفرقها الأهداف.

قدمت هذه المباراة درسًا عظيمًا لنا جميعًا، إذ علمتنا أن الحُبّ لا يتجزأ، وأن الروابط التي تجمعنا أعمق من مجرد أعلام وألوان.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير