الهواري: “الصحة العالمية” صنفت الأردن ضمن 6 بلدان عالميا يتزايد فيها التدخين

{title}
نبأ الأردن -
مندوبا عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، وبحضور الأميرة دينا مرعد، أطلق وزير الصحة الدكتور فراس الهواري الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ للأعوام 2024-2030 ” و”خطة العمل المنبثقة عن الاستراتيجية للأعوام 2024-2026″ بدعم من منظمة الصحة العالمية، واستجابة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني لمواجهة خطر التدخين، وأهمية تطبيق قانون الصحة العامة.

وقال الهواري خلال إطلاق الاستراتيجية بحضور ممثلة منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي وعدد من المسؤولين الرسميين ومؤسسات المجتمع المدني وممثلين عن المنظمات الدولية في الأردن، "إن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ للأعوام 2024-2030 يأتي ترجمة للتوجيهات الملكية، حيث أعدت وزارة الصحة بالتعاون مع مكتب منظمة الصحة العالمية في الأردن الاستراتيجية وخطة العمل، بمشاركة ممثلين من الجهات المعنية بما في ذلك الوزارات والمنظمات غير الحكومية وخبراء دوليون من منظمة الصحة العالمية، وبحيث تكون الاستراتيجية خارطة طريق عملية، مستندة إلى الأدلة، ومتناسبة مع السياق الأردني”.

وبين أن توجيهات جلالة الملك شكلت دافعا قويا لجميع الجهات من الوزارات والمؤسسات الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، لتعزيز عملها الجماعي بالتعاون مع المنظمات الدولية الشريكة وتسخير الخبرات المتوافرة لديها، لاتخاذ جميع الإجراءات الهادفة لمكافحة التدخين، وإنفاذ قانون الصحة العامة من أجل الاهتمام بصحة الفرد والمجتمع، وحماية الأطفال واليافعين من مخاطر التدخين في الأردن.

وأكد الهواري ضرورة تكثيف العمل بجد ومسؤولية لتنفيذ ما ورد في هذه الاستراتيجية، مشيرا إلى التحديات التي يواجهها الأردن نتيجة ارتفاع أرقام التدخين، إذ تشير هذه الأرقام إلى ارتفاع معدلات تعاطي التبغ في الأردن، سواء للسجائر العادية أو السجائر الإلكترونية أو الأرجيلة.

وبين أن هذا الارتفاع يعد مؤشرا خطيرا على صحة المجتمع، وبشكل خاص الطلبة، حيث بينت نتائج دراسة المسح العالمي بين الشباب (GYTS) لعام 2014 أن "24 بالمئة من الطلاب بمن فيهم الإناث يتعاطون أحد منتجات التبغ في حين أشارت دراسة المسح الوطني التدريجي عام 2019 الى أن 42 بالمئة (أي ما يقارب 3 ملايين) من الأردنيين فوق سن 18 عاما يدخنون السجائر التقليدية، أكثر من 9 بالمئة منهم يدخنون السجائر الإلكترونية، ويتوقع أن تكون نسب انتشار التدخين قد ارتفعت أكثر؛ نظرا لانتشار استخدام الأرجيلة والسجائر الإلكترونية والجديدة.

وأوضح أن منظمة الصحة العالمية صنفت الأردن ضمن 6 بلدان فقط حول العالم لا يزال يتزايد فيها تعاطي التبغ، ويحتل التدخين مرتبة عالية على سلم أولويات الأسر الأردنية، كونه ثاني أعلى بند في الإنفاق بعد اللحوم والدواجن، ليقتل بذلك أكثر من 9 آلاف فرد سنويا، أكثر من نصفهم وفيات مبكرة دون عمر 70 عاما، في حين بلغ المتوسط السنوي لإنفاق الأسر الأردنية على منتجات التبغ نحو 540 دينارا سنويا.

من جهتها، قالت ممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة جميلة الراعبي، "إن الاستراتيجية خطوة مهمة نحو تحقيق أهداف الصحة العامة في الأردن، مثمنة جهود الحكومة الأردنية والشركاء في تطويرها بناءً على أسس الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.

وأضافت، إن المنظمة تؤكد التزامها ودعمها للعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأردنية والشركاء والمجتمع المحلي والشباب لتكثيف الجهود في سبيل التصدي لمخاطر تعاطي التبغ، تماشيا مع التزام المنظمة طويل الأمد منذ مصادقة الأردن السبّاقة على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ في عام 2004، والتي تُعدُّ علامة فارقة في مسيرة مكافحة التبغ بأشكاله.

وقدم مدير مديرية التوعية والاعلام الصحي في وزارة الصحة الدكتور غيث عويس عرضا لرؤية ورسالة واهداف الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين.

وترتفع نسبة الإصابة بأنواع السرطانات المختلفة بين المدخنين، مثل سرطانات الرئة والفم والحنجرة والمريء، وعلى سبيل المثال يصل خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى 20 مرة عند المدخنين مقارنة بغير المدخنين، وتشير بيانات السجل الوطني للسرطان خلال الأعوام 2008 إلى 2022، الى أن سرعة تزايد أعداد السرطانات المرتبطة بالتبغ تبلغ 164بالمئة مقارنة بسرعة تزايد أعداد السرطانات غير المرتبطة بالتبغ،كما تشير مسوحات عديدة أجريت على انتشار التبغ إلى أن نسبة انتشار التدخين بين البالغين الأردنيين ازدادت من 25 بالمئة عام 2004 إلى 42 بالمئة عام 2019، بمتوسط زيادة سنوية بلغ 3.7 بالمئة، ويعد التدخين أحد عوامل الاختطار للإصابة بالأمراض المزمنة بما فيها ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.

وجرى تحديد الأطر العلمية والعملية التي بنيت عليها الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بجميع أشكاله، حيث جرى مراجعة خطط العمل وبروتوكولات وسياسات مكافحة التدخين، وحددت الأولويات المبنية على الدراسات الوطنية حول انتشار هذه الآفة، وبما يتوافق مع التزام الأردن بتنفيذ بنود الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ، حيث يعتبر الأردن أحد أوائل الدول في منطقة شرق المتوسط الذي انضم إلى الاتفاقية الإطارية عام 2005، وبناء عليه أدخل في عام 2008 العديد من أحكام مكافحة التبغ من خلال قانون الصحة العامة رقم (47) وتعديلاته، منها وضع قيود إعلانية على أشكال وسائل الإعلام التقليدية، وفرض ملصقات تحذيرية بيانية على جميع منتجات التبغ، وسن تشريعات ملزمة بالأماكن العامة لتكون خالية من التدخين بكافة أشكاله.

وتهدف الاستراتيجية وخطة العمل، إلى زيادة الوعي وحشد الإرادة السياسية والالتزام الوطني بمكافحة التبغ، باعتباره أولوية أساسية للصحة العامة لمواجهة تفاقم نسبة الإصابة بالأمراض غير السارية، وتأثير التبغ السلبي على كل من الأطفال والأمهات والحوامل والفئات المستضعفة.

ويأتي إطلاق الاستراتيجية وخطة العمل تزامناً مع احتفاء الأردن والعالم أجمع باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ تحت شعار "الشباب ينهضون ويرفعون صوتهم” حيث شكل هذا اليوم منبراً للشباب حول العالم ليحثوا الحكومات على حمايتهم من أساليب التسويق المخادعة الشرسة التي تمارسها صناعة التبغ التي تستهدف الشباب لتحقيق أرباح مدى الحياة من خلال إنشاء موجة جديدة من الإدمان.

وتوفر خطة العمل الكيفية التي سيجري اتباعها للتصدي بفعالية لوباء التبغ في الأردن على مدى السنوات الثلاث المقبلة، وتتضمن أدلة جديدة يمكن من خلالها تسليط الضوء على أفضل الممارسات المتبعة في مكافحة التبغ.

وكان مجلس الوزراء قرر في جلسته المنعقدة في 24 آذار الماضي، اعتماد الاستراتيجية الوطنية لمكافحة التبغ والتدخين بجميع أشكاله للأعوام (2024 – 2030)، وخطة العمل الوطنية المنبثقة عن الاستراتيجية للأعوام (2024 – 2026) ممثلة بذلك التزامًا وطنيًا على أعلى مستويات القيادة، ُيجسد جهدًا وطنيًا موحدًا لمعالجة أحد أكثر التحديات الصحية العامة إلحاحا في يومنا هذا.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير