بلخي: الصحة قضية ملحّة في شرق المتوسط
نبأ الأردن -
قالت المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، الدكتورة حنان بلخي، إن الصحة قضية ملحّة وبالغة الأهمية في إقليم شرق المتوسط؛ حيث يضم الإقليم 38 بالمئة من جميع المحتاجين للمساعدات الإنسانية على مستوى العالم في حين تَحُول النزاعات والكوارث الطبيعية دون حصول الناس على الرعاية الصحية الجيدة التي يحتاجون إليها.
وأكّدت بلخي، في كلمة، وصلت نسخة منها لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، اليوم الأحد، بمناسبة يوم الصحة العالمي الذي يصادف في 7 نيسان سنويا، أن الصحة حق من حقوق الإنسان، وليست فضلا أو مِنّة؛ ولكن كثيرا ما يُنتقص هذا الحق؛ ولذلك اختارت المنظمة أن يكون شعار يوم الصحة العالمي لهذا العام "صحتي، حقي".
وأشارت الى أن الأمراض والكوارث أصبحت أسبابا شائعة للوفاة والإعاقة بشكلٍ متزايد في شتى أرجاء العالم، كما تؤدي الصراعات إلى تدمير المجتمعات، وتسبب الوفاة والعنف والجوع والنزوح والضغوط النفسية، ولا تؤدي العوامل الاجتماعية والاقتصادية وزيادة انتشار الأمراض، وحالة الطوارئ المناخية إلا إلى تفاقم الوضع، وتُشكّل تهديدا كبيرا لحقوق الإنسان.
ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحدّ من عدم الإنصاف في الصحة، وحماية حقوق الإنسان، ومنح الأولوية لاحتياجات الفئات الأشد ضعفًا، لافتة إلى أننا أمام طريق طويل لتحقيق التغطية الصحية الشاملة وغيرها من أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالصحة.
ولجعل الحق في الصحة حقيقة واقعة للجميع في إقليم شرق المتوسط؛ أكّدت بلخي أهمية أن تستثمر البلدان في نُظُم صحية قوية وشاملة لضمان تمتُّع الجميع في حياتهم بأقصى قدر ممكن من الصحة، كما يجب على البلدان معالجة المُحدِّدات الأساسية للصحة، مثل الفقر وعدم المساواة بين الجنسين وتغيُّر المناخ.
كما أكّدت أهمية التعاون مع البلدان على تعزيز الرعاية الصحية المُنصِفة ودعم العاملين في مجال الصحة، داعية الحكومات والعاملين في مجال الرعاية الصحية والشركاء الآخرين إلى تجديد الالتزام بالمهمة المشتركة مع المنظمة.
يذكر أن الصحة حقٌ من حقوق الإنسان معترفٌ به في دستور منظمة الصحة العالمية، ولهذا الحق أهمية جوهرية لهوية المنظمة وولايتها منذ البداية؛ فالصحة معترفٌ بها بوصفها حقا من حقوق الإنسان في دستور 140 بلدا على الأقل، منها 20 بلدًا في إقليم شرق المتوسط.
وقد صَدَّقت جميع الدول الأعضاء في المنظمة على معاهدة واحدة على الأقل تعترف بالحق في التمتع بأعلى مستوى من الصحة البدنية والنفسية يمكن بلوغه، إلا أن ذلك نادرًا ما يُترجم إلى عمل على أرض الواقع.
ونتيجة لذلك، أصبح حق ملايين الأشخاص في الصحة في أنحاء العالم مُعرَّضا للتهديد على نحو متزايد؛ فهناك 4.5 مليار شخص، أي أكثر من نصف سكان العالم، غير مشمولين بالتغطية الكاملة بالخدمات الصحية الأساسية، وتستدعي هذه الحقيقة الصادمة اتخاذ إجراءات عاجلة من جانب جميع الأطراف المسؤولة.