زهدي جانبيك يكتب:مسمار جحا: بلينكن في الشرق الاوسط

{title}
نبأ الأردن -
في الانباء ان بلينكن في ديارنا للمرة الخامسة وسيزور خمس محطات هي: السعودية ومصر وقطر وإسرائيل والضفة. غالب الظن بهدف لفت انتباهنا عن المجازر الجديدة جنوب غزة.
وللإمعان في الكذب والخداع صرح مستشار الأمن القومي أن : المساعدات الإنسانية لغزة على رأس أولويات الزيارة... انتهى الخبر، 
ولكن زحف اسرائيل جنوبا يكاد يبدأ والهدف الان رفح حيث يقيم معظم اهل غزة، حيث سيتم "فعصهم كالبندورة" على حد تعبير احد اهل غزة للتنبيه إلى شدة الكثافة السكانية نتيجة التهجير من الشمال الى الجنوب وعدم السماح بالعودة... 
وحال الانتهاء من ذلك سيتم تغيير مكان معبر رفح ليكون تحت السيطرة الاسرائيلية بعد ان تعود اسرائيل الى محور فيلادلفيا، ليكتمل القضاء على غزة واهلها ... 
مسمار جحا 
مسمار جحا عند العرب هي القضية الفلسطينية والسلام وحل الدولتين، وكلما ذهب احدهم لقضاء اجازة عابثة في بلاد الفرنجة عزف لنا سيمفونية تباحثه مع العالم الذي زاره حول القضية الفلسطينية والسلام واقامة الدولة الفلسطينية التي يقول لنا النتن ياهو انها لن تقوم ما دام حيا... ويعلن لنا بوضوح انه لن يتوقف عن ابادته لاهل غزة حتى يهجرهم خارج القطاع المنكوب.... ونحن نتفرج.
ومسمار جحا اميركا هذه الايام هي المساعدات الانسانية وكأن هذه هي قضيتنا...وليس وقف الابادة وانهاء الاحتلال، ... يتحدثون عنا بصفة الغائب ويخططون لما بعد حماس ومن سيحكمنا وكيف سيحكمنا ولماذا سيحكمنا ...وكيف سنعبد الله وما هي الايات والسور القرآنية المسموح لنا قراءتها ... ثم يأتون الينا بابتساماتهم الصفراء ويتحدثون عن المساعدات الانسانية ... ولهم الحق بذلك فقد اعتادوا علينا واعتادوا ان نكتفي بفتات من موائدهم ...ونرضى.      
الاشارة الامريكية الى المساعدات الانسانية تذكرني بأن الولايات المتحدة قادت خلال الايام القليلة الماضية حملة عالمية لحث الدول الممولة لتعليق تمويلها للأونروا ونجحت لعاية الان مع 12 دولة رئيسية...والهدف وقف المساعدات الانسانية عن غزة لكسر ظهر الشعب الفلسطيني واخضاعه واجباره على الاستسلام، لتمرير ما يتبع ذلك من مخططات دنيئة.
جائزة نوبل للسلام
12 منظمة من منظمات الامم المتحدة حصلت على جائزة نوبل للسلام ومنها المفوضية السامية للاجئين (UNHCR) التي حصلت على هذه الجائزة مرتين الاولى سنة 1954 وكان عمرها سنتين فقط والثانية سنة 1981 ... اليس غريبا ان لا تحصل الاونروا على هذه الجائزة على الرغم من مرور 75 سنة على انشائها؟؟؟ 
الرئيس الامريكي روزفلت هو الذي انشأ الامم المتحدة فعليا: 
في عام 1943 تأسست إدارة الأمم المتحدة للإغاثة وإعادة التأهيل (UNRRA) من أجل "تخطيط وتنسيق وإدارة تدابير لإغاثة ضحايا الحرب في أي منطقة تحت سيطرة أي من (الأمم المتحدة) بناء على اقتراح الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والمقصود بمصطلح الامم المتحدة الذي استخدمه روزفلت هو دول التحالف فقط. 
وكان روزفلت قد حصل على موافقة بريطانيا، والاتحاد السوفييتي، والصين؛ ثم حصل لاحقًا على موافقة 40 حكومة أخرى لتشكيل أول منظمة "للأمم المتحدة". قبل ان تولد الامم المتحدة التي نعرفها اليوم بسنتين... 
وعند تأسيسها استخدمت نفس الاسم الذي اختاره روزفلت (الامم المتحدة).... وقد تم التوقيع على الوثيقة التأسيسية لاتفاقية إدارة الأمم المتحدة للإغاثة وإعادة التأهيل (UNRRA) United Nations Relief and Rehabilitation Administration من قبل 44 دولة في البيت الأبيض بواشنطن في 9 تشرين ثاني 1943. ... 
وكان واجبها مقيدًا في البداية بتقديم المساعدة فقط لمواطني الأمم المتحدة (دول الحلفاء)، وتم تغيير هذا الواجب في أواخر عام 1944 استجابة لنداءات المنظمات اليهودية التي كانت مهتمة بمصير اليهود الباقين على قيد الحياة من الجنسية الألمانية (لان المانيا من المحور وليست من الحلفاء)، وبناء على طلب اليهود تم اضافة العبارة التالية الى الاتفاقية: "والأشخاص الآخرين الذين اضطروا إلى مغادرة بلدهم أو مكان إقامتهم الأصلي أو مكان إقامتهم السابق أو الذين تم ترحيلهم منها بفعل العدو بسبب العرق أو الدين أو الأنشطة لصالح الأمم المتحدة (الحلفاء)".
كانت المهمة الرئيسية لتلك المنظمة اعادة اللاجئين الى اوطانهم الاصلية بعد ان انتهت الحرب العالمية الثانية ... ومن ضمن هؤلاء اللاجئين حاولت ال (UNRRA) اعادة اللاجئين اليهود الذين لجؤوا الى فسطين من كافة الدول الاوروبية الى اوطانهم الاصلية... الا انها اصطدمت بالوكالة اليهودية التي اصرت على عدم اعادة اليهود الى اوروبا ... لكن ال (UNRRA) تمكنت من تنفيذ اختصاصها واعادت البعض منهم مما ادى الى خلاف حاد بينها وبين الوكالة اليهودية .... طبعا... تم اتهاء الخلاف بين الطرفين بان يتم حل المنظمة الدولية (الامريكية المنشأ) واستبدالها بالمنظمة الدولية للاجئين (IRO) International Refugee Organization في نيسان 1946 ، للتركيز على إعادة توطين اللاجئين والنازحين  الى اي مكان... وليس إعادتهم إلى اوطانهم...
وقد تم حل هذه المنظمة الجديدة (IRO) نفسها في عام 1952 بعد إعادة توطين ما يزيد قليلاً عن مليون لاجئ، وتولت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) مسؤولية الجهود الدولية للاجئين... باستثناء اللاجئين الفلسطينيين فقد تم انشاء الاونروا لهم، والتي يتم اليوم خنقها تمهيدا لالغائها ارضاءا لاسرائيل.
لي دوك ثو الفيتنامي 
وعلى ذكر جائزة نوبل للسلام فقد تذكرت حادثتين: الحادثة الاولى تخص الجنرال لي دوك ثو الفيتنامي وهنري كيسنجر فقد تم منح لي دوك ثو وهنري كيسنجر جائزة نوبل للسلام عام 1973 لجهودهما في التفاوض على اتفاقيات باريس للسلام. 
وقد قبل كيسنجر نصف الجائزة بينما رفض لي دوك ثو قبول النصف المخصص له، وقال:  
"أن السلام في فيتنام لم يتحقق بعد، وأن الولايات المتحدة وحكومات فيتنام الجنوبية انتهكت اتفاقيات باريس للسلام، ومن المؤسف أن لجنة جائزة نوبل للسلام وضعت المعتدي وضحية العدوان على قدم المساواة. ... لقد كان ذلك خطأً فادحًا". 
وأضاف: 
"جائزة نوبل للسلام هي واحدة من أعظم الجوائز في العالم. لكن الولايات المتحدة شنت حربا عدوانية ضد فيتنام. ونحن، الشعب الفيتنامي، نحن الذين صنعنا السلام بهزيمة الحرب العدوانية الأمريكية ضدنا، وباستعادة استقلالنا وحريتنا".
ومما يجدر ذكره لهذا الجنرال الفيتنامي: 
في أبريل 1970، قطع ثو اجتماعاته مع كيسنجر، قائلاً:  "إنه لا يوجد شيء للمناقشة" . وعندما حاول كيسنجر اعادة الاتصال به رفض محاولة كيسنجر للتحدث معه وارسل له ملاحظة تقول:  
"كلمات السلام الأمريكية هي مجرد كلمات فارغة".
وعندما وافق على الاجتماع به حاول كيسنجر تخويفه واخبره ان الرئيس الامريكي نيكسون سيلتقي مع الرئيس الصيني وستفقدون دعم الصين لكم قريبا، فاجابه الجنرال لي دوك ثو قائلا:   
"هذا شأنكم. اما نحن فان قتالنا هو ما يشغلنا، لانه وحده سيحسم مصير بلادنا. ما قلتموه لنا لن يكون له أي تأثير على قتالنا في الميدان"
عرفات ، بيريز، رابين
اقارن موقف الجنرال الفينامي من جائزة السلام بموقف الرئيس ياسر عرفات عندما تم منحه ثلث جائزة نوبل للسلام عام 1994 بالاشتراك مع المجرمين اسحق رابين وشمعون بيريز...حيث قبل كل واحد منهم ثلث الجائزة المخصص له.  
والمثير للسخرية هنا ان العالم لم يتحدث عن المجرمين رابين وبيريز بينما سخر النقاد من منح الجائزة لعرفات حيث أشار العديد من النقاد إلى أنه بينما كان عرفات رئيسًا لفتح، كانت منظمة التحرير الفلسطينية متورطة في أعمال إرهابية.
ولا ادري لو كان الجنرال لي دوك ثو على قيد الحياة ماذا كان سيقول عن السلام في فلسطين اليوم بعد 30 سنة من استلام جائزة نوبل للسلام.

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير