زهدي جانبيك يكتب:الموظف المتميز والسوداوية

بارك الله بكل اوقاتكم

الاصل في الامور كلها ان تسير وفقا للقوانين والانظمة والتعليمات... وان يقوم كل موظف مهما علت رتبته بواجباته كلها دون زيادة او نقصان. ...

ولضمان ذلك تم وضع العقوبات الادارية والقانونية المناسبة بداية من التوجيه والانذار وانتهاءا بالفصل والطرد من الوظيفة.

وبهدف حث الموظف على الابداع والمبادرة في عمله تم وضع انظمة الحوافز المادية والمعنوية للموظفين الذين يقومون باعمال خارج اطار واجباتهم الروتينية تساعد في رفع كفاءة عمل المؤسسة التي يعمل بها او منظومة المؤسسات الشريكة. وهذا هو مبدأ الثواب والعقاب...

ولتبسيط الموضوع مثلا:

كل السائقين يجب ان يتقيدوا بقانون السير... فلا نعطيهم مكافآت مالية او معنوية مقابل ذلك...

ولكن الفئة التي تخالف القانون يتم معاقبتها وتغريمها ...

والمخالفة والغرامة المرورية هنا ليست سوداوية، ورجل المرور الذي يطبقها ليس سوداوي ومتشاءما ومؤدلجا وعميلا يستهدف إظهار سلبيات الأردن...

وليس مطلوب منه ان يطبطب ويصفق ويسحج لكل سائق مكافأةً له لأنه لا يخالف القانون ... لان الاصل ان يكون جميع السائقين  ملتزمين بالقانون.

ومن هنا، ... فإننا عندما ننتقد تقصيرا او قصورا في عمل الحكومة بكافة مؤسساتها واجهزتها المدنية والعسكرية فهذا لا يعني اننا لا نرى الجوانب التي تتم وفقا لطبيعة الامور وبما يتوافق مع الواجبات المطلوبة من الحكومة... 

نحن نراهت بوضوح ، ولكنها اي الحكومة لا تستحق التطبيل والتزمير لأنها ببساطة قامت بواجباتها التي يتقاضى الموظفون فيها رواتبهم للقيام بها. فهم مثل السائق الملتزم بالقانون ...لا يتعرض للمخالفة ولا نشكره لالتزامه بالقانون.

شرطي المرور وموظف ديوان المحاسبة وموظف هيئة النزاهة ومكافحة الفساد وباقي الاجهزة الرقابية ليسوا سوداويون ولا متشائمون ولا مؤدلجون ولا عملاء بسبب تركيزهم على اوجه القصور والتقصير في اداء الحكومة ...هم يقومون بواجبهم وفقا للقانون. 

والمواطن الذي ينتقد اداء الحكومة بسلطاتها الثلاث ، من ادناها الى اعلاها رتبة ليس سوداويا ولا متشائما ... انما هو مواطن يقوم بواجبه ويدافع عن حقوقه وامواله التي تنفقها الحكومة ....

وليس مطلوب منه التطبيل والتزمير والتسحيج لان الحكومة تقوم بواجبها...  نقطة وسطر جديد