ميسر السردية تكتب : فقرة رعب
نبأ الأردن -
لم يكن هذا الصباح عادياً، أقلها على مستوى رتابة حياتي،
ولطالما طرق مخيلتي سؤال، ماذا لوكنت بين الناس المنكوبة؟! هل استطيع التصرف إن لم أكن أنا من صار تحت الركام؟! صور الناس وهي تهرع للنبش بما تيسر، وإنقاذ شخصا، عائلة، الإصابات، التهشيم، الكسور، الدماء، البرودة، حالة اللاقوة و اللاحيلة ... ستر ماقد يظهر من عورة أنثى... كلها صور عايشتها عن بعد وفكرت في تقمصها وكأنني معهم.. كلها لم تفارقني حتى عشتها صباح اليوم بصورة غزية مصغرة.
استيقظت على صوت دوي هائل خارج البيت، صراخ أطفال جيراني، هرعت للشرفة، لقد إنهار السور بفعل الأمطار،وليس جراء قنابل أمريكا، وصواريخ الكيان المجرم. فزع رجال ونساء الحي وشباب من الأشقاء المصريين، رفعوا عنها الجزء النهار، وقفنا سويا في دار جيراننا متجردين من اسئلة من هذا ومن ذاك.
لم يطل الوقت حتى وصل رجال الدفاع المدني، اجروا اللازم في موقع الحادثة . رافقتها الى المستشفى دون تفكير بأنني مازلت بالبيجاما والشبشب، طوال الطريق افكر بمن يحملون جرحاهم في عربات تجرها الحمير إن توفرت، أو حملا على ظهورهم، يا الله، كيف يصلون لمن هدمت فوق رؤوسهم عمارات و مربعات سكنية بكاملها؟! سنصل بعد قليل الى مستشفى ليس محاصرًا بدبابات العدو، فيه كل الإمكانات والخدمات، ومع ذلك كنا نخشى أن تكون الإصابة بليغة...
علا هرجنا في الردهات،دوشنا الممرضين، قولوا الحمدلله أن الأطفال بخير ولم يكونوا بالقرب من أمهم، مرت بخاطري صور الأطفال والأمهات والإبتلاء العظيم، هذا شكلي بمرآة المصعد، لقد ذهبت بيانس الصلاة أيضا ... صور الغزيات المكلومات وهن بثياب الصلاة تكسها كل المرايا... عدنا لتسكين الحدث وتخفيف هوله علينا وعلى جيراننا.. قولوا الحمدلله ، قدر الله وماشاء فعل... مازال صراخ فادي وراما يطن في أذني خوفا على أمهم...أم عمر بخير، عادت لأطفالها... رحماك ربي بغزة، وما تحملوا ويتحملون من وجع، حيث لا ناجٍ ليسعف جاره.....

























