ميسر السردية تكتب : ست الكل.. أميرة أفريقيا
نبأ الأردن -
هل تعلمين أن أجدادنا حكموا نصف الأرض؟! وكان لنا حضارة و قوة ومنعة وعزة وكرامة لامثيل لها؟! .. هل تعلمين أننا أكثر الشعوب اهتماما بمفردات البطولة والمروءة والشهامة و الرجولة، بل ونقدر الرجال ذوي الشوارب عريضي المناكب، أبناء الأصل والفصل وماتيسر من القاب المهابة ؟!
هل تعلمين أن أكثر الشعوب نحب الدين، نصلي ونصوم ونحج ونعتمر ونزكي، ونتحدث عن فضائل الشرف الرفيع وصون الأعراض، ونجدة الجار، والبر والتقوى والإحسان ، ويوم القيامة والصراط المستقيم، بل ويضطلع بعضنا من شدة إيمانه بتوزيع أمم الله على الجنة والنار؟!
هل تعلمين أن لنا جامعة عربية، ومنظمة و رابطة للعالم الإسلامي وننتشر في قارات نحتل فيها أهم المواقع الاستراتيجية القاتلة بالنسبة للعالم المعادي؟!
هل تعلمين أن من بين دولنا من يستطيع شراء قرارات و َذمم العالم ويكدسها لصالحنا كما يكدس السلاح، وأننا أكثر الأمم تفاخرا بأعلى برج، واطول سارية، وأجمل عصفورة، وأكبر رغيف خبز، ومن يسبق من في عدد المهرجانات و قدود الفاتنات ؟!
هل تعلمين أن كل دول العالم تباغضت وتحاربت عبر التاريخ و تصالحت، ونحن مازلنا نحفر لبعضنا وتكره بعضنا و نقتل بعضنا ونخذل بعضنا؟!!
ست الكل.. ناليدي باندور..
استقلت دولنا منذ مئة عام، ووضعت دساتير، وصنابير للديمقراطية والحرية، و احتفلت أجيال وراء أجيال بأعياد الاستقلال، والقيت اطنان الخطابات عن الريادة وسيادة القرار الوطني. وذرفنا دموع العاطفة على اللحظة الخاطفة من تاريخنا المجيد...
ومع أننا يا صاحبة الطلة البهية، والروح النقية، والهمة الغنية، لم نتعرض لما تعرضتوا له من ظلم فاحش في جنوب إفريقيا... اللهم فلسيطن فقط هي التي كانت الضحية..
ومع ذلك يا أميرة أفريقيا، عجزنا بكل ما سبق ذكره، ومالا يتسع المجال لذكره، أن نقف موقفكم في وجه الطغيان و َالشر والقتل، والذود عمن هم منا ونحن منهم، بل من سيسألنا الله عنهم.. وإن زدتك من الشعر بيت أخشى أن لا تصدقيني... صدقيني، بعضنا أشد عليهم مضاضة من العدو..
شكرا لكم سيدتي على موقفكم مع غزة صغيرة الحجم جغرافيا، كبيرة المعنى بعيدة العمق ، موقفكم الذي عجزنا عنه، لن يضيع في غياهب التاريخ بأسم كل من لاحيلة لهم عدا الفرجة وشق الجيوب واللطم على الخدود... نستحلفكم بروح مانديلا، دفعوا عنا، نحن يا أميرة حالنا أشبه ما تكون بالملك المغلوب، نقول ماقال "ففاضت دموع العين منّي صبابة" خليها على الله.

























