د عماد زغول يكتب: قراءة في قرار ( لاهاي)
نبأ الأردن -
تمثل قرار محكمة العدل الدوليه باصدار قرارها بالزام اسرائيل باتخاذ كل الاجراءات التي من شانها منع الابادة الجماعية في غزّة وتمثل القرار بمنع الجنودها باعمال القتل الجماعي والتدمير للبنى التحتية و وقف التهجير القسري وضرورة ادخال المساعدات الانسانية للقطاع والزام اسرائيل بتقديم تقرير خلال شهر من تاريخ القرار بتنفيذ مقتضى مضمونه.
وبالرغم من شعورنا بأن قرار المحكمة جاء دون تطلعات كثير من المراقبين ( بوقف صريح لاطلاق النار) كما طلبت جنوب افريقيا في الدعوى مع ضمنية القرار على وقف كل ما من شأنه ان يؤدي الى الابادة الجماعية،
و يمكن النظر للقرار من زوايا ايجابية ومن اهمها:
رفض المحكمة رد الدعوى التي تقدمت بها دولة جنوب افريقيا تلبية للطلب الاسرائيلي برد الدعوى، واثبات صفة الاحتلال لدولة اسرائيل وصفتها الشرعية الوجودية في الاراضي الفلسطينية.
كما أن التصويت بالاغلبية من قضاة المحكمة ( 15مقابل 2 و 16مقابل1 ) لصالح اصدار الاجراءات الاحترازية يشكل انتصار للعدالة الدولية ويدل من جهة على شبة الاجماع الدولي على اثبات النية في الابادة الجناعية من قبل اسرائيل ومن جهة اخرى يدل على فشل الضغط الامريكي والاسرائيلي ومن تصهيَن معهم في محاولتهم لافشال دعوى جنوب افريقيا.
وينبغي الاهتمام بشدة لاعتماد المحكمة للموقف المعلن للمنظمات الدوليه ( الامين العام للامم المتحدة وممثلوا منظمات حقوق الانسان الدولية ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العامله في الاغاثة العالمية) التي لطالما تعودنا أن مايصدر عنهم لا يتعدى ان يكون (كلام طاير بالهوى) حسب التعبير المحكي.
كما يلاحظ اعتماد المحكمة على ماصدر عن قادة دولة الاحتلال من تصريحات تدعوا للابادة الجماعية الامر الذي سيكسر الجبروت الاسرائيلي حتى في الحديث للاعلام وفق مبدأ : ( عدّ للعشرة قبل ما تحكي)
وختام القول أن هذه اول مرة تجبر دولة الاحتلال على المثول اما القضاء في تهمة مخزية لدولة تدعي انها دولة ديمقراطية وانسانية ودولة قانون،
شكرا لدولة جنوب افريقيا وشكرا لضمائر القضاة التي أعادت لنا بقية الامل بالقضاء العالمي بعد ان فقدناه حقيقةً.
ويدل على سلامة ما تقدم الغضب الذي ابداه ( نتينياهو) بعد صدرر القرار.

























