د.ريما زريقات تكتب: كونوا رحماء كالخالق في السماء
نبأ الأردن -
جلست وتأملت وسألت نفسي وقد سمعت بقصص مرعبة : أب يطعن ابنه ، ابن يقتل أباه ، ابن يتعاطى ، ابنة ترتكب المعصية .... ، لماذا ؟ هل تأمل الإباء والأمهات في ذلك ؟ هل سألوا أنفسهم ؟!هنا لا بد أن نقف ونقول هي التنشئة الأسرية يا سادة ولا شيء غيرها ، ونعود لنسأل أنفسنا :هل قمنا بأدوارنا كأب وأم ؟ هل بنينا جسورا من الثقة ، هل وضعنا أنفسنا مكانهم في هذا الزمن المظلل المملوء بالمغريات والتكنولوجيا الإباحية والتنمر وغيرها ؟!
إليك أيها الأب الفاضل، لا تقل تربينا هكذا ، لن تكون العصا أبدا وسيلة للتنشئة في زمننا هذا ، اجعل من ابنك رجلا ، لكن احتضن أبناءك ، ابني جسورا من الثقة ، لا تجعلهم يلجؤون لغيرك ، هم أطفال مهما تقدموا بالعمر ، فالنفس البشرية مهما كبرت ، فهي تواقة للحب والحنان ،لا توبخهم إن صارحوك بخطأ ما ، بل وجه وعدل سلوكهم ، عززهم وازرع الثقة بداخلهم ، واجعلهم يؤكدون ذواتهم ، كن متأكدا أنك ستخرج للمجتمع إما نسختك أو عكسها تماما ،فلا تتعامل معهم معاملة السيد مع عبيده عفوا ، ، فالأسرة هي الأساس ، ولن تستطيع كل المدارس والعلوم والجامعات والمحافل أن تعالج ما صنعت يداك بعد فوات الأوان ،فحذاري ثم حذاري ، وتذكر أن محبتك هي التي ستمسك بزمام قلوبهم .
وأنت أيتها الأم ، يامن حباك الله كل المحبة ، كوني قريبة من بناتك ، فهن أرق من النسيم ، استمعي لهن ، لا بل اصغي لهن ،كوني صديقة لهن ، تعرفي لنمطها وادمجيها في أسرتها ومجتمعها وازرع الفخر والكبرياء بداخلها ، لا تتعاملي معها كخادمة أبدا ، ولا تنسي أنك انموذجها ومثلها الأعلى في كل شيء ، اجعليها تفتح قلبها لك ، فالكثير منهن يضعفن أمام كلمة حب أو حنان يفتقرن إليها من الأم أو الأب أومن في المنزل ، كن كالمطر اذا حل استبشر الناس به .

























