بلال حسن التل يكتب: لا غرابة
نبأ الأردن -
لا أجد غرابة في الانحياز الغربي لإسرائيل، وحرب الابادة التي تشنها على قطاع غزة على وجه الخصوص، وعلى سائر فلسطين عموما،وامدادها بكل أسلحة الدمار لتواصل عدوانها على فلسطين، وعربدتها في منطقتنا. وتركيز الغرب على إطلاق سراح بضعة عشرات من الأسرى الاسرائليين لدى المقاومة في قطاع غزة، وتجاهل الالاف الرهائن من أبناء فلسطين في سجون الاحتلال الإسرائيلي. فهذا الدعم الغربي لإسرائيل يأتي كجزء من عدائه التاريخي لامتنا، وهو العداء الذي جعل الغرب يدنس طهر ورمزية صلب المسيح عندما جعلوا من الصليب عنوانا لعدوانهم علينا في القرون الوسطى، وهي الحروب التي اسمينها نحن بحروب الفرنحة، اجلالا للمسيح عليه السلام من ان يكون ستارا لجرائم الغرب، الذي يناصر اليوم اعدى أعداء المسيح، الذين سعوا في قتله من يهود.
أن الغرب في هذا الانحياز الأعمى للعدوان الاسرائيلي ، إنما ينحاز إلى نفسه، والى تاريخه، والى ثقافته القائمة على العنصرية، والاحساس بتفوقه العرقي، وهي هنا تلتقي بعنصرية الصهاينة وزعمهم انهم شعب الله المختار، وأن الشعوب الاخرى إنما خلقت لتخدم يهود.
غير العنصرية، كسبب لانحياز الغرب للعدوان الاسرائيلي، هي أن معظم دول الغرب مارست العدوان والعنصرية والقتل والابادة ، الم تقوم الولايات المتحدة الأمريكية نفسها على إبادة السكان الأصليين للقارة الأمريكية من الهنود الحمر؟ ، أولم يكن اول من هاجر من أوروبا إلى القارة الجديدة، هم القتلة وقطاع الطرق والباحثين عن الثروات، تماما مثلما هم الصهاينة الذين جاءوا إلى فلسطين بحماية غربية والذين يتمتعون اليوم بالغطاء الغربي عموما والأمريكي على وجه الخصوص ، فكلاهما قاما على نفس الأسس.من القتل والابادة للسكان الأصليين للبلاد. لا فرق تم هذا القتل وتلك الابادة بالصواريخ أو المدافع، بالطائرات أو الدبات، اوبمنع الماء والغذاء والدواء، أو حتى بهدم المستشفيات فوق من فيها من جرحى ومرضى، بعد ان صار هدم المانزل على سكانها امرا عاديا، فالمهم هو قتل الشعوب الأصلية؟.
اما الغرب الأوروبي فان تاريخه يغص بالمذابح، ويكفي انه في حربين عالميتين شنهما الغرب قتل فيهما ملايين البشر من المدنيين، ناهيك عن الحروب الثنائية بين دولهم،والتي قتل فيها مئات الالاف من المدنيين، اضافة الى الحروب التي شنتها الدول الأوربية ضد شعوب أفريقيا واسيا وقتلها الملايين من أبناء هذه الشعوب، بهدف سلب ثرواتها. القتل والابادة جزء اصيلا من الثقافة الغربية، لذلك تقيم بعض دول الغرب المتاحف لجماجم ضحاياها من أبناء شعوب القارات الاخرى؟!.
لكل ماسلف لا نستغرب هذا الانحياز الغربي للجزار الاسرائيلي، في حرب والابادة التي يشنها ضد أبناء فلسطين، فهو انحياز إلى تاريخه وقناعته وثقافته، فاذا أضفنا إلى ذلك أن إسرائيل هي صنيعة الغرب، لتكون قاعدته المتقدمة في بلادنا، لابقائها ضعيفة ممزقة، عند اذن تنتهي كل أسباب الاستغراب، من موقف الغرب الداعم للعدوان الاسرائيلي، بل زخم ممن يبحثون عن الحل لقضايانا عند من يصنعها!.

























