ميسر السردية تكتب: رشة ملح
نبأ الأردن -
غريبة هي مفارقات التاريخ، فكرت بالإرث الأخلاقي والنضالي التحرري لرجلين في لحظة تاريخية آنية فاصلة. أحدهما رئيس وزراء بريطانيا حاليا،والذي يفترض أنه يحمل ماضي غاندي ومفاهيمة الإنسانية ونضاله لتحرير الهند من استعمار الانجليز. الآخر وزير عدل جنوب أفريقيا، حافظ على إرث مانديلا وتاريخ أجداه في مقاومة الظلم والعنصرية، فهب ينازل كيان الصه.يونية. في ساحات القضاء الدولي، ينافح عن المظلومين .
المفارقة أيضا أن غاندي بدأ حياته محاميا في جنوب أفريقيا، مطلع شبابه كان مؤمنا بنظرية التفوق العرقي، لكنه، لاحقا اطلق مصطلح العصيان المدني اللاعنفي، وهو مغترباً هناك، في بلاد مستعمرة .
مفارقة أخرى، أن غاندي و مانديلا تحولا لرموزٍ انسانيةٍ عالمية، وملكية عامة للأمم ، سُجنا، تعذبا،قُهرا، وغيرا وجه تاريخ بلديهما،وبعثوا في الشعوب روح المقاو.مة بغض النظر عن وسائلها كما أن طريق الاحرار مزروعة بالقمع َوالجبروت، خلدت صورهم في ذهنه التاريخ ، وصارت أفعالهم مقاسا للضمائر ، واقولهم كملهمين للبشرية ولكل رواد الحق، والعدالة، والكرامة، والمساواة، والحرية والتسامح، والسمو والمثالية .
مفارقة أخرى، ظل مانديلا بعد تحرره من السجن، عزيزا مكرما، سيدا بين أبناء شعبه حتى وفاته ، فيما ورغم كل سيرة غاندي وفلسفته الملهمة للشعوب، ومسيرته التاريخية في تحرير الهند، قام شخص هندوسي بإطلاق الرصاص عليه فأرداه قتيلا، وهو شيخ كبير.لم تشفع لشيخوخته مسيرة الملح.
وزير عدل جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، ظل منغرسا في التراب الأسمر،، فلم يخرج أهله، للبحث عن فرصة أفضل للعيش، فجاء كرشة ملح ضرورية لحياة من تساوى عندهم طعم الألم من امثالنا، .
اعتقد أن ريشي سوناك الذي يرأس أخبث حكم في العالم هو من أحفاد ذاك القاتل لغاندي.

























