د.تيسير أبو عاصي يكتب: (عشق الشتاء الذي كان )

{title}
نبأ الأردن -
طالما عشقت المطر  وزاوية الدفء والسمر ، وحكايا الجدات واصوات عقد الحطب تصارع السنة اللهب  ، كنا نتحلق حول مدفأة مائدة الدفء وفاكهة الشتاء .
لكنها الان وقد تحولت الى جبهة حرب اضافية الى الغزو الصهيوني على اهلنا في غزة ، فكيف نبني البهجة والسعادة من صوت الرعد والبرق والمطر ونتغزل ونتلذذ في الحالة الرومانسية التي ترسمها في المخيلة جمال ودفئا وحميمية وهي تتجلى هناك حمما وغضبا وموتا عليهم ، تستفرد بالأهل هناك ولا من مجير ،  يكرس اجواء الرعب في عيون اطفال ليس لهم ذنب الا ان طفولتهم الكئيبة قدرها كان في غزة ، يداهمهم الدلف في اكياسهم الجماعية التي تحاول إقناعهم انها بيوت تحميهم الحر والقر والخوف والمطر .

.  طفل قد وشمته آلة الموت والحقد والدمار في وجهه وجسده بالدم وسحجات وجروح يربت على كتف اخيه الأصغر  الذي يبكي الما وخوفا من موقع المسؤول الاكبر عمرا بسنة او سنتين ، ربما الحزن قد تملك المشهد ايضا من قهر يسكن اعماقه بأنه يفتقر الى حقوقه الطفولية التي تشترطها وتفترضها قوانين الارض والسماء ، من حضن وعناق وقبلة ورعاية ، من لعبة ودمية وعدو واتراب ، من طائرة ورقية براء من قذائف الموت والغارات ، من صور متحركة ، وقبل هذا وذاك ممن يمسح على جبينه ويزيل عن محياه ذاك الوشم وينزع عنه مسؤولية مبكرة عن اخيه الأصغر تنوء به أضفار تفكيره ورفوفه الغضة .
اي اوراق صفراء تلك التي تساقطت من خريف كئيب ، تطايرت الى برودة استهلال موجع لشتاء مكلوم ، 
وأي كانون هذا  واعياد السلام ، وتجديد السنين والآمال والغد المنتظر السعيد .. كيف نمارس اطلالات الى ايامنا القادمات من بين أشلاء وركام ودماء ونبش قبور ودفن أحياء وصرخات ثكالى ويتامى ، وأوجاع التهجير وصقيع المخيم ، وشرود التائهين في سراديب الظلام ..
 سأعود ادراجي من عشقي القادم من فرح الشتاء لأسافر به في درب الآلام  ..  وحسبنا الله ونعم الوكيل .

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير