وليد حسني يكتب : على هامش اعترافات د. النسور.. فضيحة 22 تشرين ثاني 2007

{title}
نبأ الأردن -
بعد حل مجلس النواب الرابع عشر سنة 2007 بنحو اسبوع، كنت أجلس بصحبة ثلاثة نواب في مكتب أحد كبار موظفي المجلس، وكان هؤلاء النواب يشرفون على تفريغ مكاتبهم من اوراقهم وملفاتهم الخاصة.
ونحن نتبادل الحديث حول السيناريوهات المقبلة، دخل علينا أحد النواب فسأله أحد النواب أين كنت، فأجاب : كنت في مكان من الضروري أن أكون فيه، وتابع، كنت عند مدير المخابرات محمد الذهبي.
في هذه اللحظة كان قد أخذ مكانه على مقعد مقابل لنا، ليتابع حديثه : فكرت مع نفسي وقلت لحالي، علي أن أشرب من رأس النبع، فان كانت لي فرصة فسأترشح، وإلا فإنني سأرتاح وأعود لأنتبه لعملي.
جذب حديثه وصراحته انتباه وفضول الحضور، وابتدره أحد النواب "العمل الإسلامي" متسائلا: والنتيجة؟، فاجاب : لم أجد اسمي في كشف النواب الذين سيفوزون، ولم يكن اسمي من بينهم، وقال لي الذهبي وهو يضع الكشف أمامي : لا تترشح.
أعاد النائب نفسه السؤال قائلاً : واسمي، هل إسمي موجود؟.
أجاب:للحركة اسلامية سيكون فقط ستة نواب واسمك من بينهم في الكشف.
ضحكنا جميعا، ولم نأخذ جميعنا الجزء الأخير من كلامه على مأخذ الجد.
بعد أشهر وبتاريخ 22 / 11/ 2007 أُجريت انتخابات المجلس النيابي الخامس عشر، وكان حزب العمل الإسلامي قد طرح قائمة مرشحين من نحو ثلاثين مرشحا كان على رأسهم المرحوم د. عبد اللطيف عربيات.
صباح يوم الاقتراع انتشرت انا وزملائي الصحفيين في جريدة "العرب اليوم" لتغطية الحدث، ولم تصل الساعة الحادية عشرة ظهرا حتى كانت فضيحة التزوير تملأ كل بقاع الأردن قاطبة. تحدثنا مع الجريدة وأحضر زملاء لنا أفلام فيديو لشراء الأصوات علناً وأمام أحد مراكز الاقترع في عمان"صورها المبدع الزميل محمد الرفايعة "، وأذكر ان الحركة الاسلامية عقدت مؤتمراً صحفياً بعد ظهر اليوم نفسه قدمت فيه شهادتها على التزوير العلني.
انتهت الانتخابات بخسارة الحركة الاسلامية وفوز 6 مرشحين فقط، بينما تم ترسيب المرحوم د.عربيات علنا ومعه باقي المرشحين الى جانب مرشحين آخرين.
تذكرت ما قاله النائب المهندس عن زيارته لمكتب الذهبي والكشف الذي كان معداً مسبقاً للمرشحين الذين سيتم حملهم لمجلس النواب حملاً، وتذكرت ما قاله عن ستة نواب فقط سيتم حملهم من الحركة الإسلامية، وتذكرت تماما أن ما قاله للنائب الإسلامي بأنه رأى اسمه من بين النواب الاسلاميين الستة، كان صحيحا تماما.
حدث ذلك في ظل حكومة د. معروف البخيت، رحمه الله، والذي اعترف بعد سنوات بتزوير تلك الانتخابات، وأظن ان الذهبي اعترف بذلك لاحقا، إن لم تخني ذاكرتي،
المهم أنني بقيت تلك الليلة بطولها في الجريدة لأكتشف أنني نسيت نفسي وقام الموظفون باغلاق مداخلها، وإطفاء التدفئة، ولأكتشف أن الساعة كانت تشير الى الثالثة فجراً، ولا أحد في مبنى الجريدة غيري، مما اضطرني للنوم على طاولة وغطيت نفسي ببقايا الجرائد لبرودة الطقس حيث كانت السماء تمطر بغزارة في الخارج.
فوجيء الزملاء بي نائماً على المكتب في جو بارد.
بعد ذلك قدمت روايتي عن تزوير تلك الانتخابات في كتاب ( كنا هناك... كيف غطى الاعلام الأردني انتخابات 2007 )، ونُشر في حينه بدعم من وزارة الثقافة..
تذكرت تلك الواقعة من اعترافات رئيس الوزراء الاسبق د. عبد الله النسور التي قال فيها إن الذهي منعه من الترشح في انتخابات المجلس الخامس عشر.
وآلاف الذكريات والوقائع تحتاج لألف ليلة وليلة.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير