د. ماجد الخواجا يكتب: غزة عاشقة

{title}
نبأ الأردن -

صباح الخير غزة .. مدينة لا تعرف النوم .. 

لا لأنها تحاكي لاس فيجاس أو هونغ كونغ.. 

غزة لا تعرف الحياة غير حصار الموت.. مخيف هو صمتها .. معيب صمتنا .. 

لم تصرخ رغم أنها فقدت أصابعها التسع.. لكن سبابتها بقيت منتصبة.. بإصبع واحدٍ تؤدب غزة غزاتها..

تجمع الشمس بين يديها .. تبتهل للسماء .. قد أعددت روحي .. وأكفان أطفالي للصلاة ..

كم بكيت صامتة .. وآلمني - يا الله - هذا البكاء .. 

أجمع رصاص الحاقدين بلهفة .. وأُزين به جدران البيت .. كي لا ننسى و نموت خلسة .. 

يا الله .. أطفالي ما زالوا بأحضان الحياة أبرياء .. لكن عشقنا للأرض .. فخراً وبهاء .. 

نتلمس طريق القدس فجراً .. وننسى موتنا وآثار الشقاء .. هو حُلمنا الوردي يزهو بالجراح وبالدماء .. 

سأعود يوماً لبيت جّدتي .. أُقبل كّفيها .. نتوضأ بالتراب .. ونزرعه إشتياقاً ونقاء ..

فلسطين يا وجعي .. إن لم تكن كل حروف الحب في عينيك مُشرقة .. 

إن لم تكن كل مناجاةٍ أنت فيها.. إن لم تكن كل كرامة وحرية وثورة تتهادى عند ضفافك .. 

فكل كلام العاشقين إفتراء .. وكل أحلام الثائرين غباء.. 

كل حكايا الأمسيات هباء .. كل الروايات خواء.. 

كل الثورات عناء .. وكل التاريخ محض هراء..

فلسطين هذي غزة عاشقة علانية لا في الخفاء.. 

غزة تحمل حقاً مظلومية كما العذراء..

غزة عاشقة تنتظر ذاك العاشق العابر ذات مساء .. 

غزة لا تعرف النوم كما الغرباء..

غزة تستحم على شاطئها المنهك .. فهي لا تعرف من البحر غير حصار اللون الأزرق .. 

وتنهض فجراً فينبلج الضياء .. 

تواري سوأة أهلها كي لا يشمت بهم الأعداء..

فلسطين انهضي فأنت الحرة وهم الإماء

فلسطين تدفقي ماء في كل إناء .. واغسلي بالحب وجه البؤس بماء الورد ..

غزة عاشقة .. لكنها موجوعة مكلومة ولا تقطع الرجاء..

غزة عضّي على أصابعك التسع .. بسبابتك قاتليهم .. 

غزة انهضي فأنت مارد القمقم .. وهم غرزة نعل في حذاء ..

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير