د.ريما زريقات تكتب: اللي خلَف ما مات

{title}
نبأ الأردن -
 صادف الرابع عشر من تشرين الثاني ، ذكرى ميلاد الأب الباني الثماني والثمانين ، ذكرى ميلاد الحسين ، طيب الله ثراه ، والباقي في قلوبنا وعقولنا للأبد ، حقيقة كلما حاول الحزن التسلل إلى أعماقي لخسارة الأب الراحل والجد الراحل ، رجل الحكمة والفطنة والدبلوماسية والحضور ، كلما نفضت نفسي كطير حاول سقوط الماء عليه ، إضعافه ، واستعدت الأمل وطردت الحزن عني ، مخاطبة نفسي ، لا تحزني فقد خلفه قائد حكيم ذكي دبلوماسي ذو حضور أنيق ، لم يضاهيه حضور ، وأبوة وحنان عظيمين ، وإنسانية فاقت كل معاني الإنسانية ، سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه ، وهناك الأمير الفذ الواعي الذي حمل جميع السمات العطرة وورث كل سمو أخلاقي وقيمي ومعرفي وإنساني ، سمو ولي عهدنا المحبوب والذي حمل اسم جده  ، الأمير الحسين بن عبدالله ، حفظه الله ورعاه وأنار دربه .
ما أجمل وقفتكم سيدي عبدالله مع أهلنا في غزة ، لم تهدأ أبدا ومنذ اليوم الأول للعدوان الغاشم على غزة ، كنت حاضرا في كل المحافل ، وكنت المتحدث الأول والرئيس ، بكل قوة وإنسانية وحس عروبي وديني ، كنت وما زلت أمينا على مقدساتنا الإسلامية والمسيحية في القدس ، لم تتوان عن تقديم كل خدمة إنسانية و طبية و علاجية للأبرياء في غزة ، أبقيت المستشفى الميداني بالرغم من القصف ، يستقبل ويعالج ويطمئن ، بكل فزعة وأخوة ومحبة وخوف على حياة الأبرياء ، أرسلت جوا وأنزلت المساعدات الصحية والطبية والعلاجية غير آبه بالعدو لأشقائنا في غزة ـ رفضت كل أشكال الطغيان والحرب والألم لأخوتنا وأحبتنا في غزة .
ولن أنسى أميرنا الفذ ، الشاب الحاضر في كل ميدان ، شكرا لدعمكم وطيب كلماتكم ، شكرا لتواصلكم الفاعل مع المستشفى الميداني ، شكرا لعبق كلماتكم ودعم إخوتنا في غزة ورفض ما رفضه سيدي أبو الحسين ، شكرا لغيرتكم على أرض المقدسات وحياة الأبرياء وتجسيد أسمى المشاعر في حب الأردن و فلسطين .
          دمت سيدي العروبي الأول ، حامي المقدسات ، المخلص المنتمي الهاشمي المغوار ، ابن الحسين الباني ، رحمه الله وأدام عطر ترابه ، وفعلا : اللي خلَف ما مات " ولأميرنا المحبوب كل التوفيق والألق .

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير