د.ريما زريقات تكتب: لماذا يتخذ غالبية أصحاب المناصب منحى المعارضة بعد مغادرتهم

{title}
نبأ الأردن -
  منذ عدة سنوات بدأنا نلمس تحول الكثير من أصحاب المناصب وعدد من القيادات إلى معارضين حتى أنها أصبحت تقريبا ظاهرة ، فيطل علينا بين الحين والآخر ، فيهاجمون أحيانا الحكومة والدولة وغيرها ، لم نسأل أنفسنا ما هو السبب وما هو القاسم المشترك بينهم ؟!
     لا ننكر أن النفس البشرية تواقة للسلطة ، ففي مجتمعاتنا وحتى أسرنا الصغيرة والممتدة نلمس هذا الأمر وحتى عن غير قصد ، فنجد الأب يستخدم السلطة مع اسرته ، زوجة وأبناء وبنات وحتى قد تصل لزوجة الأبن ، وأيضا يفعل الجد والجدة ذلك ، والأخ الأكبر مع الأصغر ، وأيضا في مؤسساتنا ، فالتسلسل الوظيفي والهيكل التنظيمي قد يفرض السلطة واستخدامها أحيانا ، إلا أنه ليس هذا هو السبب الرئيسي   ، فالسبب الرئيسي هو أن هؤلاء الأشخاص للأسف الشديد لم يكن لهم موقف وقرار ناضج ومستقل أثناء تسلمهم المنصب ، بالعامية " معاهم معاهم ، عليهم عليهم ، أو روح روح تعال تعال " وأنهم منصاعين لأوامر – ولن أسميها توجيهات – من رئيسهم المباشر أو غير المباشر حفاظا على المنصب مع اكتساب الامتيازات والمكافئات كتقدير لهذا الانصياع من وجهة نظرهم وتقديرهم ، فالشخص من هذا النوع مجرد زوال هذا المنصب وهذه الامتيازات مباشرة يشعر بالفجوة والفراغ ويكتشف انه كان بلا كلمة أو موقف أو حضور فيشعر بالإحباط وعدم التصالح مع الذات والصراع الداخلي ، ثم  وفجأة يتحولون للمعارضة لردم الفجوة وتوكيد الذات ، وهؤلاء للأسف هم غالبيتهم ممن يأتون ويستلمون للأسف بالواسطة والمحسوبية فالمسؤول عنهم ينظر إليهم النظرة غير المكتملة والتي تخلو من الاحترام ، وقد تكون دونية عفوا وللأسف لقناعته بأنه جاء بطريقة ملتوية أو عن عدم كفاءة ،  ولهذا يخاف هؤلاء الأشخاص على مناصبهم ، فيطيعوا الأوامر ولا يخالفوا حفاظا على المنصب وامتيازاته وقد يكون طموحا أكبر من ذلك ، فهنا أوجه كلمتي وأقول ، لنحرص عند اختيار هذه الفئة ، مع كل الاحترام للجميع   .

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير