علي سعادة يكتب : أُنشر ثم اندم

نبأ الأردن -
لا يوجد، كما أظن، كاتب، او أديب، أو فنان، رضي بشكل كامل، عما كتبه بعد نشره سواء في كتاب أو صحيفة أو موقع إلكتروني، وغالبا ما تمنى لو أنه تمهل قليلا حتى يجود عمله، لكنه لو فعل ذلك، وبقي يفعل ذلك، فهو لن ينشر أبدا.
ذكرني ذلك بقصة للملحن والموسيقي العبقري بليغ حمدي الذي كان لا يستمع إلى ألحانه بعد تسجيلها بصوت المغني لأنه اكتشف أن فيها "أخطاء وحاجات كتير فاتتني وأنها كان ممكن تطلع أحسن من كده لذلك لا أحب سماع الحاني القديمة لأنها انتهت خلاص ولكن أفكر في الحاني القادمة وما يجب أن أقدمه للناس ".
بليغ يقول ذلك بعد أن قدم لأم كلثوم 11 لحنا، وللعندليب 30 لحنا ولوردة 26 لحنا، ولنجاة 20 لحنا ولشادية 20 لحنا..وأكثر من 1475 لحن في مسيرته الفنية.
لو بقي يجود في ألحانه ولم يوافق على تسجيله ربما كان سيضع علينا الكثير من الجمال.
تذكر ذلك، لا تتردد انشر، ثم اندم بعد ذلك أفضل بكثير من أن تبقى تكتب ولا تنشر بحجة أنك تريد تجويد عملك، لأنك لن ترضى عما نشرته حتى وأن كان تحفة فنية أو أدبية لا تقارن.
اكتب وانشر، لحن، مثل أي دور تقتع به، ثم فكر بعدها بشيء جديد مختلف يبقى في الذاكرة.