علي سعادة يكتب : عن الناس والمحبة"

{title}
نبأ الأردن -
كثيرون نعرفهم تنطبق عليهم الآية الكريمة ﴿ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه).
يتقربون منك، ويظهرون لك المحبة والصداقة واللطف والرقة واللين، لكنهم لا يمسكون بثبات في هذه المحبة، ولا يغوصون في عمق بحرها، يفضلون شاطئ العلاقة، يبقون على طرفها، على جانب منها، على طرف الجدار، في دائرة الشك، فإذا رأوا فيها منفعة ومصلحة قفزوا إلى منتصفها وكأنهم من آل بيتك، يشاركونك أفراحك وأحزانك، وإن كانت بلا فائدة لهم انقلبوا وأداروا ظهروهم، وصموا آذانهم عن سماع صوتك.
يقف بعضهم متأرجحا، كأنه يقف على قدم واحدة فيما القدم الأخرى تستعد للهرب، في حركة جسدية قابلة للسقوط عند الدفعة الأولى، وأمام أول موقف.
حين تتصل به يرد عليك الهاتف آليا: لطفا الرقم المطلوب مشغول حاليا، أو، الرقم المطلوب غير متوفر حاليا، وإذا تغير الحال وجاءتك الدنيا بحلاوتها، تجده يطمئن عليك ويشاركك حتى صورك السخيفة ونصوصك الركيكة بوصفها أجمل ما قرأ، ويغدق عليك بيت الشاعر حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم تر قط عيني... وأجمل منك لم تلد النساء.
هؤلاء لا يصلحون للحب ولا للصداقة ولا لنوائب الدهر، حياتهم قائمة على الربح وعلى الخسارة، علاقة تجارية بحتة، لا تصلح للقلب، تنفر منها الروح، فالحبيب لا يجرب حبيبه أبدا.
من أحبك على حرف تركك أمام أول اختبار.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير