علي سعادة يكتب : بين العطاء والمنع

{title}
نبأ الأردن -
تفرح بالعطاء وتنقبض بالمنع.
لكن أحيانا يكون المنع عطاء وكأنك أعطيت كل شيء؟.
يقول أحد العارفين :"ربما أعطاك فمنعك، وربما منعك فأعطاك، ومتى فتح لك باب الفهم في المنع صار المنع عين العطاء".
وكتب يوسف بن الحسين الرازي يقول :" لا أذاقك الله طعم نفسك، فإنك أن ذقتها لا تذق بعدها خيرا أبدا" .
لو فهمت عن الله لعلمت أن المنع عين العطاء، والعطاء عين المنع.
فربما أعطاك ما تشتهيه نفسك، فمنعك من مجلس حضرته وضرب بينك وبين نوره حجاب، وربما منعك ما تشتهيه نفسك فأعطاك متعة العيش في جنة رضاه.
وربما منعك من مجالسة الملوك، فأعطاك نعمة الجلوس في حضرة ملك الملوك.
ربما أعطاك الدنيا ومنع عنك الآخرة، وربما حرمك من الدنيا فأعطاك أجرك مرتين.
ربما أعطاك الملك ومنعك دخول الملكوت، وربما حرمك من الملك، فأعطاك ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
قال ابن العربي:"إذا منعت فذاك عطاؤه، وإذا أعطيت فذاك منعه، فأختر الترك على الأخذ" .
لم يمنعك عقابا لك، وإنما نظر لك فوجد أن ما طلبته لا يناسب حالك الآن، وأخره لوقت هو أفضل لك وأطيب، أو ادخره لك ليوم أظلمت فيه الدنيا عليك، فدققت بابه، فتفجرت اثنتا عشرة عينا، فقيل لك تمتع بالخير فهذا من فضل الله، وكل واشرب من رزق الله.
فهو ضمن لك الإجابة فيما يختاره لك لا فيما تختاره لنفسك، وفى الوقت الذي يريد، لا في الوقت الذي تريد.

تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير