د.حسن براري يكتب : عن حملة انتقاد أمين عام وزارة التربية

{title}
نبأ الأردن -
حملة من الانتقادات طالت أمين عام وزارة التربية والتعليم، لا بسبب موقفه من نقابة المعلمين، ولا بسبب انسجامه مع موقف الحكومة، ذلك أنه في نهاية المطاف يمثل مؤسسة ذات موقف معلن ومعروف.

ما أثار الجدل حقًا كان استخدامه لمثل شعبي دارج، سمعناه مئات المرات، استخدمه في سياق تحميل المسؤولية للفاعل ليس لعجز في قدرته على التعبير بل للتبسيط، غير أن كثيرًا من نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي اجتزأوا عبارته من سياقها، وتفرغوا لمهاجمة استخدامه لهذا المثل الشعبي بصفته "إساءة دخيلة" على "البراءة الثقافية الأردنية"، وكأن الأمثال الشعبية باتت مادة للمحاكمة الأخلاقية.

ما جرى لم يكن نقاشًا عقلانيًا حول موقفه من المعلمين أو النقابة، ولو كان كذلك لفهمت وربما أيضا لساهمت في نقد موقف الوزارة أو الأمين العام بهذه الحالة، فهو ليس فوق النقد ولا وزاته فوق النقد، لكن ما جرى ما هو إلا حملة تصيد مارست كل أشكال الوعي الزائف والانتقائية، في حين غابت الأسئلة الجوهرية عن مضمون تصريحاته التي برأيي تستحق النقاش المعمق لأنها تخص شريحة واسعة من الأردنيين.

لست في موقع الدفاع عن الدكتور نواف، فهو أقدر الناس على ذلك، لكن ما يحبط حقًا هو ما وصلنا إليه، حيث يتحوّل الكل إلى قاضٍ وجلاد في آن، ويغدو أبسط قول ذريعة للطعن لا بالحجة بل بالشخص.

هنا استذكر توماس هوبز وقانون الطبيعة الذي سبق الدولة والذي مثل حرب الكل ضد الكل، أما في مجتمع الفضيلة الافتراضي، الكل يتصيّد للكل بوعي أو من دون وعي، لا فرق!
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير