الأعلى للسكان: حماية اليافعين والشباب من مخاطر التبغ أولوية وطنية
نبأ الأردن -
اكد المجلس الأعلى للسكان، أن مستقبل الأردن وأجياله القادمة هو بين يدي اليافعين والشباب الذين تعتبر حمايتهم من المخاطر أولوية قصوى.
وحذر المجلس في بيان بمناسبة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ الذي يُصادف في 31 أيار سنويا، من أن تعاطي التبغ هو أحد أكثر عوامل الخطورة تأثيرا على صحة المدخنين ويقف وراء الأمراض المزمنة والوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية، حيث أن 75 بالمئة من أسباب الوفيات تعود إلى الأمراض غير السارية.
وأوضح المجلس أن التدخين مسبب رئيس للإصابة بسرطان الرئة، ويُعدّ السبب الأكثر شيوعاً للوفاة بأمراض السرطان بين الرجال والنساء على الصعيد العالمي، وفي الأردن يعتبر ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الذكور بنسبة 11 بالمئة من بين جميع أنواع السرطانات، كما أن أكثر أسباب الوفاة شيوعاً كانت أورام الرئة عند الذكور بنسبة 22.4 بالمئة، بحسب التقرير السنوي لإصابات السرطان المسجلة في الأردن لعام 2018.
وعن واقع تعاطي التبغ في الأردن، لفت المجلس إلى ازدياد عدد المقاهي التي تقدّم التدخين على شكل (أراجيل) والتي تؤذي الصحة وتهدر الوقت، حيث تجاوز عدد المقاهي المرخصة في حدود أمانة عمان الكبرى 2938 مقهى، بحسب مسح السكان والصحة الأسرية 2017-2018 لدائرة الإحصاءات العامة.
ووفقا للمسح ذاته، ازداد عدد المدخنين بين الجنسين، سواء تدخين السجائر أو النرجيلة أو أي شكل من أشكال التبغ الأخرى، حيث ارتفعت النسبة إلى حوالي 45 بالمئة بين الرجال في الفئة العمرية (15-49 سنة) بمتوسط يومي أكثر من 25 سيجارة و 12 بالمئة بين النساء، ولا يستبعد وجود مدخنين بين الأطفال دون سن 15 سنة، فيما بلغت النسب بين الفئة العمرية 15-19 سنة 17.2 بالمئة بين الذكور و 5.4 بالمئة بين الإناث.
وبشأن التكلفة الاقتصادية للتدخين، بلغ متوسط إنفاق الأسرة على التبغ أو السجائر سنويا 540.3 دينار وفقاً لبيانات مسح دخل ونفقات الأسرة لعام 2017-2018، فيما بلغت القيمة الإجمالية من مستوردات الأردن من التبغ لعام 2021 حوالي 48.685 مليون دينار، كما بلغ عدد المنشآت المصنعة لمنتجات التبغ في الأردن 29 منشأة، بحسب أرقام دائرة الإحصاءات العامة.
وتشير نتائج المسح الوطني التدرجي (STEPs) لرصد عوامل الخطورة المرتبطة بالأمراض غير السارية للعام 2019، والمُنفّذ من قبل وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية إلى أن نسبة المدخنين بين السكان الذين تتراوح أعمارهم بين ( 18-69 سنة) بلغت 41 بالمئة، وشكّل المدخنــون الحاليــون للســجائر الإلكترونية وأجهــزة الفيب (VAPE) 9.2 بالمئة .
وكان انتشار التبــغ أعلــى بشــكل ملحــوظ بيــن الرجــال مقارنــة بالنســاء، حيــث بلــغت النسبة 65.3 بالمئة مــن مدخنــي التبــغ التقليدي (السجائر المصنعة والسجائر الملفوفة يدوياً والشيشة والغليون والسيجار والتبغ غير المدخن)، و 15 بالمئة من مستخدمي المنتجات الحديثة كالسجائر الإلكترونية وأجهــزة الفيب مقابل 16.4 بالمئة مــن النســاء كــن مدخنــات تبــغ تقليدي و 4.2 بالمئة مسـتخدمات للمنتجـات الحديثة، كما كان التدخيـن أعلـى بكثيـر بيـن الفئــة العمريــة الأصغر ســناً لكلا الجنســين.
وتشير البيانات الإحصائية الى أن المتوسط الزمني لتدخين المنتجات التقليدية في الفئة العمرية (18-69 سنة) كان 17 سنة، ارتفعت إلى 35 عاماً بين الفئة العمرية (45-69 سنة)، وكان متوسط العمر الذي بدأ عنده الرجال التدخين أصغر بكثير من النساء حيث بلغ 17 عاماً للرجال و 24 سنة للنساء، في حين تبين أن 34.7 بالمئة من المدخنين الحاليين بدأوا التدخين قبل سن 16 سنة، كما بلغ متوسط عدد السجائر المصنعة التي يدخنها المدخنون يوميا 21 سيجارة.
وفيما يتعلّق بالتعرض للتدخين السلبي، أفاد 80 بالمئة من المشاركين بالمسح بأنهم تعرضوا للتدخين السلبي خلال الشهر الماضي، وكان التدخين السلبي سائداً جداً في المنازل حيث وصل إلى 63 بالمئة، 37 بالمئة في وسائل النقل العام، 19 بالمئة في العمل، 14 بالمئة في المطاعم، 7 بالمئة في المعاهد الحكومية، و 6 بالمئة في مرافق الرعاية الصحية، و 6 بالمئة في الجامعات والمدارس.
وفيما يتعلّق بتكلفة التدخين وفقا للمسح الوطني التدرجي، بلغ متوسط الإنفاق الشهري على السجائر المصنعة 60.3 دينار، وتعادل تكلفة 100 علبة من السجائر المصنعة 5.9 بالمئة من نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، كما بلغ متوسط إنفاق المدخن على الشيشة 13 دينارا في الشهر.
وبشأن بعض الحقائق العالمية التي تظهر حجم المضار والكلف العالية التي يلحقها التبغ بالمجتمعات صحيا وبيئيا واقتصاديا واجتماعيا، أرفق البيان عددا منها حيث تشير إلى أنه ينجم عن تعاطي التبغ كلفة اقتصادية باهظة تشمل تكاليف الرعاية الصحية العالية الناجمة عن معالجة الأمراض التي يسبِّبها تعاطي التبغ، فضلاً عن فقدان رأس المال البشري نتيجة الوفيات والمراضة لأسباب تُعزى إلى التبغ. وتُعدّ جميع أشكال التبغ ضارة، ولا يوجد مستوى مأمون من التعرض للتبغ.
ويعيش أكثر من 80 بالمئة من المدخّنين البالغ عددهم 1.3 مليار شخص على الصعيد العالمي في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل حيث يبلغ عبء الاعتلالات والوفيات الناجمة عن التبغ ذروته، كما يسهم تعاطي التبغ في تعمق الفقر إذ يحرف إنفاق الأسر المعيشية عن الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والمأوى إلى التبغ، ويكلف الاقتصاد العالمي 1.4 تريليون دولار أميركي سنوياً.
ويعاني 349 مليون شخص في 79 بلداً، من انعدام الأمن الغذائي الحاد، ويعيش عدد كبير منهم في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، ويُزرع التبغ في أكثر من 124 بلداً كمحصول ريعي باستخدام ما يقدَّر بـ 3,2 مليون هكتار من الأراضي الخصبة، وغالباً ما تعاني البلدان التي يُزرع فيها التبغ من أثر اقتصادي سلبي نتيجة الآثار الصحية والبيئية والاجتماعية الضارة لزراعة التبغ.