ميسر السردية تكتب : سرقات مشروعة

{title}
نبأ الأردن -

الصورة الأولى ..
رأيتهم وهم يحاولون التسلل إلى داخل الحوش حيث شجرة الكرز، قررت مراقبتهم بحيث لا أفسد خطتهم، تقديمهم الأخ الأكبر والذي لا يتجاوز عمره سبع سنوات، يمشي خافضا رأسه كي لا يراه أحد، خلفه تتسلل أخته الأصغر وهي ممسكة بيد أخيها الآخر والذي يبدو للتو تحرر من عالم "البمبرز"، وصل اللصوص الصغار الشجرة بسلام، قطفت الأخت أول حبة كرز وفورا ناولتها لمن تمسك بيده قبل أن تتذوقها هي، قطفوا بعض كرزات وفروا قبل اكتشاف أمرهم…
تفجرت في طبيعة الغريزة وتنظيم العلاقات الإنسانية والحرص عليها وتبادل الأدوار فيها، تضحية الأخ الأكبر في الاستطلاع حفظا لأخوته وتحمل النتيحة وماقد يترتب عليها من مخاطر ، غريزة الأمومة في الأنثى ودورها مع أخرتها في الحياة .. تذكرت الآية الكريمة (وقالت لأخته قصّيه فبصُرت به عن جُنُب وهم لا يشعرون)… الف صحة َعافية الكرز يا حلوين.
…….
الصورة الثانية.
تدخلت مع صغير أهون عليه مشكلته مع أصدقائه عقب مشاجرة أثارت غضبه… لم يصل لمرحلة اتقان المفردات التي يسمعها من الكبار بعد… قال بعد أن دخل مرحلة الهدوء : دايما بصالحهم.. كمان لازم يعرفوا أني"ميني آدام".. جميلة هذه المفردة الوصفية والتي نطق بها تلقائيا… حقا.. يتضح هناك تقسيمات في الحياة. تصنفنا.. فبعضنا بني آدم. وبعضنا يظل يرواح على أمل تخطي مرحلة "ميني آدام"…






تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير