النجداوي في رثاء والده.. ماضون على نهجه وخطاه

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- نقف في مسيرة حياتنا على محطّات مهمة فاصلة، تترك فينا أثراً بالغاً، وتعيش معنا العمر كله، ومن هذه المحطّات التي لا تزال تعيش معي وفي كياني منذ ثمانية عشر عاماً، ذلك اليوم الذي فَقَدتُ فيه والدي ومُعلّمي وقدوتي الحاج أسامة "محمدصالح" الحاج مفضي النجداوي، ابو صالح الذي فاضت روحه الطاهرة إلى بارئها راضيةً مرضيّة آمنةً مطمئنة بإذنه تعالى في مثل هذا اليوم من عام 2004..
أبي الذي ما عرفته يوماً إلا تقيّاً نقيّاً مؤمناً أميناً مخلصاً وضّاءً بنور الإيمان واثقاً بالله وبعفوه وكرمه ونعمه، ولقد أمضى حياته على هذا الطريق فسلك به الإيمان سبيل الإصلاح بين الناس، وكيف لا وإصلاح ذات البين هو نهج الكرماء الأنقياء الأتقياء النبلاء، واستمر على هذا النهج طيلة سنيّ حياته، وإلى جانب هذا كان شغوفاً بالعلم، كريماً، معطاءً، موجِّهاً أبناءه وبناته لسبر غور العلم والتعلم، فقد كان يؤمن بأن العلم هو سبيل النهضة والتقدّم وخدمة الأمة..!
ولا نستغرب هذه الخصال التي تجتمع في أبي، وهو نجل مناضل عرفه الوطن العربي هو جدّي محمد صالح النجداوي، صاحب التاريخ النضالي الوطني والقومي المشرّف، الذي كان عسكرياً وسياسياً وحزبياً ورجل إدارة عامة، منذ بدايات عهد إمارة شرقي الأردن، وكان في طليعة وجهاء الأردن والبلقاء وحاضرتها السلط، حيث التحق بالثورة العربية الكبرى ضابطاً برتبة ملازم وهو خريج الكلية العسكرية باسطنبول، وانتقل بمعية الملك فيصل الأول إلى سوريا قائداً للفرسان، ثم عاد بعد معركة ميسلون عام 1920 إلى الأردن ليلتحق بالقوات المسلحة الأردنية، ثم ليكون قائداً للدرك في السلط، فالكرك، فالطفيلة، فعمّان، كما عُيّن حاكماً للجيزة، ثم عمل في الصحافة مؤسساً لجريدة الأنباء، ثم توجه للعمل السياسي الحزبي مُؤلّفاً للحزب الملكي، ثم شكّل حزب الشعب الأردني هو ولفيف من رجالات الأردن.
رحم الله أبي وجدّي، اللذين رسما لنا طريقاً وطنياً واضح المعالم، عنوانه العمل والإخلاص والانتماء والوفاء والإصرار على الحق والعدل مهما كانت التضحيات. وإنّا إن شاء الله ماضون على الخطى ما استطنا إلى ذلك سبيلا..










تابعوا نبأ الأردن على