أ.د. غيداء عادل تكتب: الدكتور موفق عادل "خزنة كاتبي" رمزية الوفاء

{title}
نبأ الأردن -
 
أن يهتز كيان الإنسان وتتزلزل من تحته الأقدام، بفقد رمزية وجوده في الحياة، حدث يجعل الثبات صعباً دون يقين إلهي. 
     لقد اخذت استرجع وفي لحظات حزن العُمر، سنين عمري الموفقية التي ملئتها يا شقيق الروح قيماً وعلماً وحكمةً وضعتها بين يدي ترافقني كل ما طالعت جبينك العالي المفعم بمقاييس الإنسانية كلها (فكر ورؤيا) فقد نجح فكرك ببناء علاقات متميزة بين طبيب الأسرة الذي يمتاز بالخبرة الوظيفية والمعايشة المجتمعية، وبين مجتمع ذكي عزز تلك الخبرة بالثقة المطلقة بكَ. ونجحت رؤيتك المنبثقة من إيمانك بأن الطب مهنة إنسانية تسمو بها الأخلاق وترتقي، فقدمت ما به ينتفع من عمل إنساني صادق وإرث ثقافي طبي واسع، فكنت صادقاً في عهدك وقسمك مانحاً مجتمعك فكرك النير ورؤيتك الصادقة. 
     فمن أين لي أن أبدأ ولم أعرف مثلاً نبيلاً متفرداً بالوفاء والحكمة سواك، لأجدني ومن دون إرادة مني أدخل في عالمك فتوجهني إلى عالم العقلانية ورباطة الجأش، فجاء الحدث مزلزلاً وخسارتي فيه فادحةً… فما كان مني إلا أن أقترب من فكرك يطوف معي ومناجاة روحك لعلها تبرد حر قلبي، لأدخل ما بعد الموفق سني حزن سترافقني طويلاً ليس لي فيها إلا أن أسأل الله تعالى الثبات والرضا بالقضاء. 
     يا شقيق الروح، أن أنسج (أنا) الآف من المشاعر الأخوية في لحظات حزني قد تبدو مثالية في مجتمع الأخوة الإنساني، لكن أن تنسج مشاعر وحقائق تنافسني فيها قلوب أناس عامرةً بحبك لتكون أنتَ من الذين أحبهم الله فأحبكَ يا موفق كل من عرفك ومن لم يُقدّر له أن يعرفك، وألسنة مفاخرة بصنيعك الوطني الذي قل نظيرة فيتوق إلى ما بلغته كل أولي النهي، فهذا أمرٌ يصعُب إدراكه في عالم الماديات، فأجدني أنحني تقديراً واعتزازاً أمام الآف من مشاعر الوفاء ارتبطت كلماتهم وسطور مشاركتهم بإبداعاتك وإنجازاتك نسجتها معايشتك لمجتمعك الذي نجحت في بناء شبكة علاقات اجتماعية مع أفراده قوامها الخلق والمحبة والوفاء فبادلك المحبة بالمحبة والوفاء بالوفاء، فكنت الطبيب المفضل بل المرجع الطبي لدى الكثيرين الذي علموا يقيناً أنه لا يشق لكَ غبار في مهنتك، فأين أنا من صيحة الطفل من أمريكا "يا يمه خذيني عند الدكتور موفق" أو من اجماع ناسك على انحراف بوصلة الطب عن مسارها بفقدك أيها الغالي، وأين أنا من ألقاب اجتمع عليها فئات المجتمع مفاخرين بصنيعكَ، تجاوزت كونكَ عَلماً من أعلام الطب إلى سادن للطب طيلة أيام عمرك، إلى شيخ أطباء الأردن، إلى عميد أطباء الأردن، إلى طبيب أهل عمان، إلى طبيب الفقراء والمحتاجين، وعشرات الألقاب للوصول منها إلى لقب "أيقونة عمان" باجماع أهل عمان. 
     إنها تظاهرة اجتماعية، بل مهرجان للمحبة والوفاء رمزيته الثقة بطبيب احتوى ممارسات مجتمعية مازال المجمتع بعامة يمر بها في كل وقت من أوقات تطوره، فكان هذا من أسرار استمرارك طبيباً لأسر ممتدة على مر السنين مرسخاً فيها مجتمع الفضيلة بالاستناد إلى جدارٍ صلب من منهجية احترام الذات واحترام خصوصية الآخر. 
     فأجدني يا شقيق الروح، وأمام هذا الزخم من الوفاء الإنساني مسؤولةً أدبياً وأخلاقياً بالوفاء لمن يستحق الوفاء، وكأنني بكَ توجّهني كعادتك لمبادلة الإحترام بالإحترام لكل من وفى لكَ، ومن منطلق مبدأك الذي تميزت به في الحياة: الوفاء للوفاء، فلك العهد مني أيها الغالي بتقدير محبيك الأوفياء بما يمليه عليّ اختصاصي بالدراسات التاريخية، وذلك برصد هذا الوفاء الوطني وتوثيقه بإصدار تذكاري يُثبت فيه رمزية الوفاء للوفاء مع غصة تملأ جوارحي كونك لن تكون معي ممسكةً يدي بيدك كعادتي كلما بدأتُ مشروع علمي جديد، ولكنك تركت في قلبي نقشاً عليه اسمك ملئته قيماً وعلماً ومواقف نابضة بالحكمة قدرتها قلوب أناس عامرةً بحبكَ وفيةً لذكركَ. 

أ.د. غيداء عادل "خزنة كاتبي".
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير