راضي المرهي السردية يكتب : طبائع البشر

{title}
نبأ الأردن -

كتب أحدهم قرأت في إحدى الصحف أن آمرأةً ولدت طفلاً برأسين ولم يلبث أن فارق الحياه حين رأت عيونه الأربع النور….وقد دهش لهذا الخبر كثيرون. …اما انا فلم يدهشني أن امرء يولد برأسين فقد رأيت من عجائب المخلوقات ما هو ادعى إلى العجب من ذلك. رأيت أناس يولدون برأس واحد ولكن لهم وجهين اثنين ولسانين رأيتهم يزحفون على أنوفهم يمرغونها بتراب التملق.. فكل كبير حبيب إليهم ما دام بموقعه رأيتهم يزحفون على المتنافسين المتخاصمين والأعداء من الناس فيديرون لسانهم الواحد بالمديح يصغونه لك.والشتيمه على خصمك حتى إذا صرفتهم هرعوا إلى الذي كانوا من هنيهه يرجمونه بافواههم فاداروا وجههم الاخر إليه ولسانهم اليك.. وقال اخر..الادها والأمر من هذا وذاك. …. نكران الجميل فنصح أعرابياً قومه قائلاً اسرع الذنوب نكران المعروف…. ولا ينكر المعروف الا اللئيم…وكل حاقد متربص.. فيذهب العرف بين الناس على زوال مصلحه وخبث سكن النفوس وقالت العرب من يفعل المعروف بغير أهله يلاقي ما لاقى مجير ام.. عامر وقال أهل البلاغه "ومن يصنع المعروف في غير اهله ، يكن حمده ذماً عليه و يندم.
فمقولة اصنع المعروف وارميه في البحر لا تجدي نفعا مع اناس طبعهم النكران ولا ترجو ان تحصد ما زرعت ولكن اعمل بطبعك وما تربيت عليه فإن وقع معروفك عند الأصيل فهو يستحق وإن وقع عند اللئيم فأنت اهل المعروف .. وصنائع المعروف تقي مصارع السوء .. وانتظر سقوط الاقنعة فسوف ترى وجوها قبيحة لطالما تغزلت بجمال قناعها .


تابعوا نبأ الأردن على