د. وليد العريض يكتب: سِجِّلْ يا تاريخ: نُوبل تُعانق السفّاح والسفّاح يُرشّح السفّاح!

{title}
نبأ الأردن -
بعض الجوائز عارٌ أن تُمنح وبعض الأسماء خيانةٌ أن تُذكر.
هل قرأتم النبأ الذي يجعل المآذن تبكي والحروف تختنق؟
إنها ليست دعابة من مقهى شعبي في إسطنبول، بل واقع يتفوق على أضخم كوابيس العقل العربي:
بنيامين نتنياهو المتهم بالإبادة الجماعية يُرشَّح لنوبل للسلام على يد دونالد ترامب تاجر الأكاذيب الأول.
وقبل أن يجفّ الحبر الأسود يردّ نتنياهو الجميل فيُرشّح ترامب للجائزة ذاتها!
ها نحن أمام ثنائي الموت:
قاتل الأطفال وقاتل الحقيقة، سفاح غزة ومخترع صفقة القرن يتبادلان الأوسمة كما يتبادل القتلة السكاكين بعد الجريمة.

نوبل… بالدم لا بالحبر

جائزة نوبل التي كانت يومًا تُمنح لمن يوقف الحروب باتت اليوم تُمنح لمن يُتقن إدارتها عن بُعد ويجيد ابتسامة هادئة بعد مجزرة.
نتنياهو صانع الدمار في رفح والشجاعية يقف على أنقاض غزة ليكتب رسالة ترشيح:

ترامب رجل سلام… فقد منحني الضوء الأخضر لأقتل بضمير مرتاح!
ومن قبلها ترامب نجم هوليوود في فنون التزوير رشّح نتنياهو كـصانع سلام شجاع.
والسلام عند هذين: طائرات، فوسفور وبيان صحفي باسم التهدئة.

توازن الرعب الأخلاقي
في نسخة نوبل 2025 يبدو أن اللجنة تعتمد مقياسًا جديدًا:
كم طفلًا قتلت؟
كم بيتًا نسفت؟
كم فيتو منعت به العدالة؟
هل ارتديت ربطة عنق عند إعلان الحرب؟
إن أجبت نعم على أغلب الأسئلة، أهلاً بك في نادي المرشحين!

هل أصبح القتل سُلّم المجد السياسي؟
حين يُرشّح نتنياهو من قِبل ترامب، ثم يُرشّح ترامب من قِبل نتنياهو فنحن أمام مهزلة متكاملة.
كأننا نرى هتلر يرشّح موسوليني لجائزة حقوق الإنسان!
ولا غرابة أن يلحق بهم قريبًا: بوتين وزيلينسكي والسيسي وبقايا شارون من تحت التراب
ما دامت المجازر تساوي مجدًا فكل شيء جائز.
المطبعون: شهود زور أم شركاء؟
الأفظع من ذلك: بعض المطبعين صفقوا
أرسلوا رسائل تهنئة وأدلوا بتصريحات عن "خطوة نحو السلام"
يا هؤلاء، أي سلام في أن يُمنح القاتل جائزة وتُسجن الضحية بتهمة زعزعة الاستقرار؟
أنتم لا تُطبعون، بل تُحذفون من ذاكرة الكرامة.
في زمن الخديعة الكبرى
حين تُصبح نوبل لعبة والقتل إنجازًا والكذب سياسة، فلا غرابة أن نرى جائزة السلام تُمنح بـالدم لا بالحبر
وبـالإبادة لا بالحوار.
ولا غرابة أن يجلس القاتل على عرش التتويج، بينما يُدفن الشهداء بصمت.
أما نحن
فلن نهنّئ السفاح ولن نبارك للكاذب.
بل سنكتب كل قطرة دم فلسطينية على جدار الجائزة وسنُسمِّي كل جثة باسمها ونُلقي بتمثال نوبل في وادٍ غير ذي ضمير.
سِجِّل يا تاريخ:
ترامب رشّح نتنياهو ونتنياهو رشّح ترامب
ونحن رشّحنا الحقيقة فحكموا عليها بالإعدام.
تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير