الفلسفة ضرورة وليست مضرة

{title}
نبأ الأردن -

من لا يعرف ماضيه لن يفهم حاضرة ولن يبني مستقبله أمته فكريا وسياسيا واجتماعيا، من المهم جدا أن تعلم مدارسنا لطلابنا الفلسفة وتعرفهم بها وتحفز اذهانهم وتنشط عقولهم وتفتح مداركهم ليعلموا أضعف العلم ان في تاريخ اجدادهم كان هناك مدارس فلسفية اشتبكت مع الواقع والمطروح والمفكر به والمختلف عليه فاثروا وتأثروا بما حولهم وأنتجوا و أطروا لخصوصية وآصالة الفكر العربي الإسلامي على أيدي قلة من العلماء بحيث نهج كل منهم منهجا ومدرسة فلسفية خاصة بفكره، كفيلسوفنا الكندي الذي ناضل دعما للتيار العقلي ضد الغنوصية من جهة وضد التزمت الديني من جهة أخرى. ومن الضروري ان يعرف طلابنا فلسفة الفارابي وكتابه حول المدينة الفاضلة الذي حوال من خلاله توحيد المجتمع الإسلامي الممزق في عصره بتوكيد وحدة الحقيقة الكونية على أساس عقلي والذي أعتبره المفكر محمد عابد الجابري روسو العرب في العصور الوسطى.
ومن المهم معرفة ابن سينا الذي لم يكن طبيبا فقط وإنما رائد الفلسفة الإشرافية الروحية أيضا.
من الضروري أن يتعلم طلابنا أن هناك مدرسة فلسفية تشكلت في المغرب العربي والاندلس الذي مازلنا تتغنى بزمنه تزعمها ابن رشد ابن مجتمع الموحدين كان تعبيرا عن تيار عام في الفقه الإسلامي الذي نجده عند ابن حزم وفي النحو عند ابن مضاء وفي التوحيد عند الفيلسوف ابن تومرت ومقدمة ابن خلدون ولا ينسى في التيار الفلسفي المغاربي ابن باجة وابن طفيل.
ليس مطلوب من طلابنا فورا القفز من القفة إلى أذنيها كما يتوقع البعض، إنما تحفيز تفكيرهم معرفتهم أن في الفلسفة الإسلامية عقليتين مشرقية ومغاربية كل منهما اجتهدت لما يصب في صالح وحدة المجتمع والدولة من خلال الفكر والبحث، وأن لمجتمعاتنا تاريخها النشط غير ركونه لمرحلة البلادة و التلقين على الطريقة المدراسنية..
خطوة وزارة التربية والتعليم مهمة لمن يرى في الشهادات العلمية والاكاديمية ما هو أبعد من كون الشهادة عبارة عن رخضة كرخص البلديات لمزاولة مهنة على الرصيف، إنها بادرة طيبة في تحريك مستنقعات عقولنا التي تراكم عليها فعل الزمن الثابت عندنا المتحرك عند غيرنا.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير