الشعب يدعم الحكومة للبطش بـ "الوحوش الآدمية" .. والملف بيد "الحلالمة"
نبأ الأردن - هي الفرصة الذهبية إذن أمام الحكومة، فقد بات ملف "الزعران" والبلطجية وأصحاب السوابق، ومعالجته، الشغل الشاغل للناس، وربما طغى خلال اليومين الماضيين على ملف فيروس كورونا الاكثر أرقا.
قضية صالح، فتى الزرقاء، حازت على اهتمام كل أركان الدولة الأردنية من رأس الهرم الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا العبدالله، الى ابن الشارع العادي وفي كل مكان، في المحافظات والألوية والمدن والأرياف والمخيمات، وحتى في أوساط الأردنيين في الإغتراب، وهنا استذكر كثيرون رجل أمن من الطراز الرفيع، وهو المرحوم عبدالوهاب النوايسة، هذا الرجل الذي ارتبط اسمه بالزرقاء، وكيف أصر حين استلم زمام الأمور الأمنية فيها، على تخليصها من كل أصحاب السوابق، بل وفي يوم من الأيام أطلق النار على نجله عندما شك بأنه سيكون سببا من أسباب عدم شيوع الأمن في المحافظة، وبقي رحمه الله على هذا الحال الى أن خرج من الزرقاء وهي نظيفة من هؤلاء بعد أن كانوا يعيثون فيها فسادا.
الوسط التجاري هو الأكثر تؤثرا من "فارضي الأتاوات"، فكم من عائلة فقدت رزقها بفعل تأثير هؤلاء الذي يعتدون على أصحاب المحلات، ولا سبيل من الخلاص منهم ومن شرهم إلا بالدفع!
في ظل حالة الغضب الشعبي الذي وصل حد الطالبة بقتل تلك العصابة التي قطعت ساعدي "فتى الزرقاء" وفقأت عينه، فإن هذا لربما يمثل الرافعة الشعبية لوزير الداخلية الحالي الباشا توفيق الحلالمة، ومظلة له حتى يبطش بهؤلاء ولا تأخذه بهم رحمة، ويمكن أن يعول على تاريخ الحلالمة خصوصا في قوات الدرك حتى ينجز هذه المهمة في طول المملكة وعرضها، فظاهرة هؤلاء لم تعد مقتصرة فقط على محافظة أو مدينة بعينها، بل أصبحوا منتشرين في كل مكان إلا من رحم ربي من المدن.
الخلاصة أن هذا ملف مؤرق، بل ويقض مضاجع الناس، ولا بد للحكومة أن تستغل الحالة الشعبية المساندة لها في كل إجراء أمني يمكن أن تتخذه بحق هؤلاء، ومهما كانت الاجراءات وبعيداً حتى عن القراءات القانونية التي يرى فيها كثيرون قصوراً ما سمح لهؤلاء أن يعيثوا في أمن البلد فسادا، فعيون الشعب لن تنسى عين صالح التي فُقِئت، ولا ساعديه اللذين تم بترهما بلا رحمة من قبل وحوشٍ آدمية لا تمت للإنسانية بصلة.