قصة طاولة بوتين المُرصّعة بالذهب .. وعلاقة صدام حسين والقذافي بها
نبأ الأردن - أثارت الطاولة البيضاوية الضخمة التي جلس إليها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، وضيفه الفرنسي إيمانويل ماكرون، اهتماماً عالمياً واسعاً، بسبب رمزية المسافة الفاصلة بينهما في اجتماعهما الذي عُقد على خلفية التوتر الحاد بشأن أوكرانيا، إلا أن هذه الصورة شكّلت حملة ترويجية لشركة مفروشات عائلية في شمالي إيطاليا. على موقعها الإلكتروني، نشرت شركة "أوك" (OAK) صورة اللقاء الذي عقد في قصر الكرملين، في 12 فبراير/شباط 2022، مشيرة إلى أن الشركة كانت "حاضرة" خلاله عبر الطاولة "الفخمة الضخمة" التي صنعتها. رئيس مجلس إدارة "أوك" ريناتو بولونيا، قال في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، إن "الطاولة هي حيث نأكل، نلهو، أو نلعب، لكنها أيضاً حيث يتم اتخاذ القرار بالحروب أو توقيع اتفاقات الهدنة. آمل أن تحمل طاولتنا الفرح ولا تؤدي إلى تصعيد في الحرب".
تمتد الطاولة البيضاء المطعّمة بأوراق الذهب، على مسافة ستة أمتار، وأثارت العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ حوّلها البعض إلى أرجوحة أو طاولة لمزاولة كرة الطاولة ("بينغ بونغ")، أو جعلوا منها حلبة للتزحلق الفني على الجليد، أو قارنوها بلوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دا فينشي. يروي بولونيا قصة هذه الطاولة التي يصفها بـ"القطعة الفريدة"، وأوضح أنها نُفذّت وفق الطلب وسلّمت إلى الكرملين في العام 1995، موضحاً أنها كانت جزءاً من "أكبر طلب تلقيناه على الإطلاق". تقدّر قيمة هذه الطاولة، وفق مستوى الأسعار حالياً، بنحو "100 ألف يورو"، وفق بولونيا، الذي يشير إلى أن كلفة الطلبية كاملة "تجاوزت 20 مليون يورو".
شهادة من يلتسينبينما كان بولونيا جالساً بهدوء إلى مكتبه في مشغل الشركة ببلدة كانتو قرب بحيرة كومو شمالي إيطاليا، عرض الإثباتات على ملكية الطاولة، بصورة لها في كتاب عن قصر الكرملين يعود إلى العام 1999، و"شهادة" موقعة من الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين؛ في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1996، والرسوم التفصيلية للتصميم الذي تحوّل أيقونة في الفضاء الافتراضي. قال بولونيا ابن الثالثة والستين عاماً "أنا واثق بنسبة مئة بالمئة مما أقوله"، وذلك رداً على الحرفي الإسباني المتقاعد فيسينتي ثاراغوثا، الذي يقول إنه هو الذي سلّم الطاولة إلى الكرملين "لكن بحدود العام 2005".
كان ثاراغوثا قد قال في تصريحات لإذاعة "كوبي" الإسبانية، إن الطاولة مصنوعة "من خشب الزان من جبال الألب"، مؤكداً أنه تعرّف إليها لدى رؤيتها على شاشات التلفزيون، من دون أن يقدم أي دليل إضافي. علّق بولونيا بالقول "أعتقد أنهم ماداموا يقولون في إسبانيا إنهم صنعوا طاولة مشابهة لطاولتنا، فتلك نسخة (عن الأصلية)، لكنني لا أعرف شيئاً". هذه الطاولة كانت قد شكّلت مسرح لقاءات عدة لبوتين في الآونة الأخيرة، إذ استضاف عليها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وماكرون، والمستشار الألماني أولاف شولتس، وأفادت تقارير صحفية أن هذا التباعد الجسدي يعود إلى رفض ماكرون وشولتس الخضوع لفحص كوفيد-19 في روسيا قبل لقاء بوتين.
القذافي وصدام اشتريا من الشركة
تُشير شركة "أوك" إلى أن هذه الطاولة الضخمة، التي تحتل مكانها في القاعة المخصصة لاستضافة الضيوف الأجانب، هي جزء بسيط مما تقول الشركة إنها زوّدت الكرملين به.
وفق بولونيا، صنعت شركته تجهيزات تشغل مساحة سبعة آلاف متر مربع في طبقتين من قصر الرئاسة الروسية، وأشار إلى أن "تصميم ونوعية الحرفية الإيطالية" يحظيان بتقدير كبير في الخارج، موضحاً أن الشركة وفرت أثاثاً وأرضيات وأعمالاً خشبية وحتى رخامية على جدران قاعات الكرملين.
يمكن للانتشار الذي عرفته الطاولة حول العالم أن يدفع بولونيا إلى التفكير بصنع نسخ إضافية منها، معتبراً ذلك "فكرة جيدة" بعد كل "الضجة" التي أثارتها.
كانت شركة "أوك" قد تأسست خلال الخمسينات في القرن الماضي، على يد والد بولونيا، وتوظّف حالياً نحو 50 شخصاً، وتضم قائمة زبائنها عائلات ملكية ومشايخ من دول في الشرق الأوسط.
كما استقطبت خلال تاريخها زبائن مثل الزعيم الليبي السابق معمر القذافي، والرئيس العراقي الأسبق صدام حسين.
قرب الشركة من منطقة بحيرة كومو في إيطاليا، المعروفة بمناظرها الخلابة واستقطابها للعديد من الأثرياء، أسهم في استقطابها للعديد من الزبائن "الأمريكيين، والروس، والهنود، والصينيين الذين يشترون فيلات جميلة".
من هؤلاء الممثل الأمريكي الشهير جورج كلوني، الذي يزور المنطقة مرة في السنة على الأقل، لكنه لم يقرع بعد باب شركة "أوك".