مي هديب تكتب : نهاية يوم اعتيادي
كان لأغنية عمي يا بياع الورد وقعاً لطيفاً على القلب لدرجة أنني سرحت بقية اليوم باللحن والكلمات وخاصة " على جسر بغداد يُبا كنا عشرة… واحد حبيب الروح يُبا والتسعة قشرة" يااه كم يخاطب القلب اللفظ واللحن العراقي، ويتشربع بتفاصيل الشعور كما تفعل المجنونة، بالأساس كلما شعرت أنني أحتاج للشعور بقلبي سليماً معافى لجأت إلى هذه الوصفة السحرية، أغنية عراقية لا حدود لمفاتنها، وغير مرتبطة بالحلال والحرام، في وقت سابق وعلى مدى عقدين أو ثلاثة استمرء أعداء الحياة تحريم هذه اللذة، لست أعرف كيف يمكن أن يتجنوا على الله كفكرة بغضبه في ثوب الغاضب، والمتقشف؟
هل يعقل أن الله سيغضب إن رف قلبي لقول " على جسر المسيب سيبوني"؟ هذه كلمات وألحان تداوي الحنين، تصبر الملتاعين، وتعطي التواقين كفاف يومهم كي يجتنبوا شبهات التحجر، وأبقى في نهاية يومي هذا سعيدة أو كما يقال في الدارجة اللعوب "مبسوطة" بهذا المدعو ساوند كلاود عندما يسير بشكل عشوائي ليوقعني في سهو السبهللة يوماً كاملاً لطفاً بحالي.