المحامي بشير المومني يكتب : ريفليكسونجي !

مما ابدعه الفراعنة القدماء ما قدموه للبشرية في علوم الطب وهو ما يتعارف عليه اليوم بعلم ( الريفليكسولوجي ) ويقوم على اساس الضفط على مناطق محددة في الجسم البشري مسؤولة عن عضو محدد مما يزيد ضخ الدم الى هذه المناطق حيث يتكفل تنشيطها دمويا وايصال الاوكسجين والغذاء اليها عبر الدم بترميم ما تلف منها وتخفيف او حتى ايقاف الألم حيث تتركز مناطق الضغط على الاعصاب الحسية في مناطق اخمص القدمين والكفين والاذنين ..
لم يتوقف ابداع الفراعنة عند هذا الحد بل قاموا بتجيير هذا العلم لصالح الفرعون فكتموا حقيقة الكشف العلمي ونسبوه لتأثير الفرعون كإله فأنتجوا حالة الخرافة لصالح التمكين السياسي وهذا المنتج هو نفسه لا غيره كرره الصينيون القدماء في نفس العلم الطبي من خلال فن المعالجة بالابر الصينية والتي الصقوها بخرافة الامبراطور والسلالات الحاكمة وقاموا بتجيير العلم لصالح السياسة وهو ايضا نفسه لا غيره ما قامت به الكنيسة في اوروبا في عصور الظلام عندما نقلت هذا الكشف الطبي وجيرته لصالح الكنيسة وبأن تلك التمائم والتعاويذ التي تقترن بالضغط على اقدام واكف المصاب واذنيه وتدليكها انما هي بركة الرب يجريها على ايدي المعالج الكنسي الذي يقطف ثمار الهيمنة على عقول الناس والاستحواذ على المشهد ..
ادرك العالم الاندلسي ابن رشد حقيقة الدجل عند اهل السياسة واشخاص الدين الذين يحاولون فرض وصايتهم على المشهد العقلي للمجتمعات فسعى الى تحريرها من الوهم الذهني فكان اول شخص بالتاريخ دعى الى فصل الدين عن السياسية وعدم السماح بتوظيف الفكرة الايمانية لخداع الشعوب سياسيا ومن اشهر اقواله ( اذا اردت ان تتحكم في جاهل فعليك ان تغلف كل باطل بغلاف ديني ) وهذه الحقيقة ايضا هي لا غيرها التي كشفها ووظفها ميكافيلي في كتابه الامير والذي كان اكثر نبلا وفروسية واخلاقا من مدعيي الايمان من حيث تسخيرهم الفكرة الدينية الاخروية لخدمة مصالحهم الدنيوية ..
في المشهد الاردني هل اختلف شيء في النمط السلوكي اعلاه فيما يقدمه تنظيم الاخوان من منتج وحالة من التضليل الا ان يضاف اليها اليوم نكهة كريهة من العنف !!؟؟ لا ادري ما الذي دهى هؤلاء ليقدموا لنا الدين بطريقة الوصاية والفهم الاحادي الاقصائي واستعمال مضامينه في الصراع السياسي اما الانكى من ذلك هو الاعتراض على اضافة كلمة ( الاردنيات ) وجميعنا يعلم انها لا تنشيء اثرا في الاحكام وقد جاءت من قبيل اعمال المجاملة فهل يريد رعاة التنظيم القول لنا بأن الاسلام يعارض فكرة المساواة !!؟؟ على طرف التضليل الجاري ضغط من نوع اخر على اعصاب الدولة لاحداث الالم لا معالجته وتحت بند ( مجلس الامن القومي ) ومناوءة تحييد قواتنا المسلحة عن السياسة فهل يسعى الاخوان للهيمنة على الجيش والامن والمخابرات !!؟؟ اسئلة برسم الاجابة لعل منظومة ( الريفليكسونجي ) تعيد حساباتها ..