د. عصام الغزاوي يكتب: وما التأنيث لاسم الشَّمْسِ عيبٌ ولا التذكيرُ فخـرٌ للهـلال

{title}
نبأ الأردن -

بدل من هذا العراك والجدل السفسطائي حول اضافة كلمة "والاردنيات" في التعديل الدستوري للمادة (6/1)، المفروض استفتاء علماء اللغة العربية والنحو، حيث من خصائص اللغة العربية تغليب المذكر إذا شمل الكلام الجنسين، ويقول سيبويه: الأشياء كلها أصلها التذكير والمقصود تذكير نحوي ولا صلة له بالجنس الحقيقي، لذلك لا معنى لاعتراض البعض على كلمة "الاردنيون" بتهمة الذكورية، فالمسألة لغوية بحتة ولا تعني أي انتقاص للاردنيات، وقد ورد في الخطاب القرآني وجوه بلاغية كثيرة في سياق تغليب المذكر على المؤنث ليس من باب التفضيل، وانما ليتفق مع بلاغة اللغة العربية، وقد لفت هذا الامر انتباه بعض الصحابيات فجئن إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهن "أم عمار الأنصارية" وقالت يا رسول اللّه: ما أرى كل شيءٍ إلا للرجال، وما أرى النساء يُذكرن بشيء فنزلت الآية: "إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا"، هنا ذكر سبحانه النساء والرجال كلا على حِدة في عشر صفات عظيمات لأن نزول الآية كان حسب رغبتهن، وتكريما لهن وتعظيما لشأنهن، وإظهارا لهن بأن ما كان من تغليب المذكر في لغة القرآن ليس على سبيل تمييز او تفضيل للرجال على النساء، لذلك يعتبر اضافة كلمة والاردنيات للمادة (6/1) من الدستور موضوع شكلي وليس له اي اثر قانوني، فالمشرع خاطب الجميع بصفة الأردني دون تمييز، اما اذا اصر النواب على اضافتها فالمفروض حينها إضافة كلمة وتُعاقب بعد كل كلمة يُعاقب حيثما وردت في قانون العقوبات، والغاء الكوتا النسائية لانها تعتبر تمييز واهانة للاردنيات اللواتي ساواهن الدستور بالرجال وجعلوهن في قانون الانتخاب عاجزات ناقصات.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير