عصام الغزاوي يكتب: سَكروا هالدكان …
فرح اهل الحي عندما افتتح جارهم المتقاعد ابو محمود دكانته الشعبية في حيهم لانها كانت تقضي حوائجهم المستعجلة، لكن فرحتهم لم تدم طويلاً اذ قرر ابو محمود بعد عدة اشهر اغلاق الدكانة وعندما سألناه عن السبب اجاب انه اضطر لاغلاقها لانها كانت تخسر وصار ياكل من رأس المال، الحقيقة انه الدكانة كانت تخسر لانه ابو محمود كان يدخن كل يوم باكيتين مالبورو، وام محمود تاخذ كل احتياجات البيت ومصروفها من الدكانة، واولاد ابو محمود كانوا ياخذوا مصروفهم من غلة الدكانة، وياكلوا السنيكرز والتويكس والكيت كات براني، الملكية الاردنية لم تسجل من سنوات اية ارباح وباعت اصولها وطائراتها وشركاتها من اجل اطفاء خسائرها رغم منحها امتيازات الناقل الوطني وبيعها المحروقات بالسعر المدعوم واعفائها من رسوم المطار ودعمها بملايين الدنانير من خزينة الدولة في محاولة انقاذها من الافلاس، بالامس صرح رئيس الملكية التنفيذي بأن الاردن مهدد بانهيار الناقلة الوطنية ما لم يُقدم لها عونا ماليا بشكل سريع من خلال زيادة رأسمالها بعد ان اصبحت خسائرها كبيرة وتفوق حقوق المساهمين، نصيحتي اعملوا مثل ابو محمود وسكروا هالدكان وبلاش مضيعة وقت وضحك على الذقون، بالوضع الحالي الشركة في حالة موت سريري ولن تستطيع الاستمرار، ولا امل بتعافيها واطفاء خسائرها، وعليها ان تأخذ قرار قاسي بإطلاق رصاصة الرحمة وتصفيتها واعلان الافلاس، هذا هو الحل الوحيد المناسب، خلاف ذلك فإن قانون الشركات الأردني يُلزم بتصفية اية شركة إجباريا إذا زاد مجموع خسائرها على 75% من رأسمالها المكتتب به، ويمكن مستقبلاً اعادة انشاء ناقل وطني حقيقي بأسس تجارية صحيحة وبجهاز اداري كفوء ليس عبر مفهوم "المزرعة" قادر على التنافس مع الشركات الرئيسة في المنطقة .