عمّان أم الكنوز والآثار .. عاصمة السياحة

{title}
نبأ الأردن -





أسعد العزّوني
عمّان هذه الأيام باتت حديث المجالس، بسبب الحفريات المتواصلة وسط البلد، وطبيعتها وماهيتها، وهذا الحديث بطبيعة الحال فتح ملف عمّان التاريخية بالكامل وسلّط الأضواء عليها ،حيث الحفريات المتواصلة وأخراج الكنوز المتنوعة منها كونها كانت أرض الحضارات التي أقامت فيها ،وتركت بصمتها ،ثم غادرت بسبب نواميس الطبيعة في مجال القوة، بمعنى أن البقاء للأقوى، وهكذا بني تاريخ عمّان على هذه النظرية، لأن كل حضارة قوية كانت تطرد الحضارة الضعيفة وهكذا دواليك، وكان ذلك لصالحنا لو كنا معنيين بالإستفادة من هذا التراث التاريخي العالمي المتنوع ،الذي تميزنا به عن غيرنا، وبتنا نمتلك أكبر كنز في العالم، حتى أنني أقول أن الأردن بمجمله عبارة عن كنز مفتوح ،وبالنسبة لعمّان تحديدا فإن كل موطيء قدم فيها يكشف عن حضارة عريقة وكنز أثري كبير.
عمّان أم الكنوز والآثار، وهي مدينة أثرية عريقة عمرها أكثر من تسعة آلاف عام وهي أم الجبال السبعة التي تقوم عليها، ومن أقدم المدن المأهولة في العالم، وهي مدينة المفارقات التي تجمع الحديث مع القديم، ولذلك أقترح أن يتم تحويلها إلى مدينة سياحية أثرية مع إسباغ وصف العاصمة عليها، أي أن تتحول إلى العاصمة السياحية والأثرية، ونقل العاصمة السياسية إلى براح الصحراء، وخير من ينجز هذه المهمة بنجاح باهر هو العلامة البارز البروفيسور أحمد ملاعبة من الجامعة الهاشمية لخبرته المتراكمة في هذا المجال وطبيعة عمله الميدانية ،فهو الوحيد القادر على إعادة تشكيل عمّان ما تحت أرضية ويعيد لها ألقها، ونكون صادقين عندما نقول"عمّان في القلب".
.
شهدت عمّان موجات إستيطانية كثيرة، أولها الحثيون ومن بعدهم الهكسوس فالعماليق والعمونيون الذين أسموها ربّة عمون، وجاءها الأشوريون تبعهم الأكاديون والبابليون والفرس ثم الإغريق والرومان والبيزنط، وبعدهم المسلمون بمختلف خلافاتهم (جمع خلافة) من أمويين وعباسيين وعثمانيين، ويعد وسط البلد كنزا أثريا ضخما ومتنوعا مثل المدرج الروماني وسبيل الحوريات وجبل القلعة والجسور العشرة وكهف أصحاب الكهف، وإنبعجت منطقة وسط البلد هذه الأيام عن آثار كبيرة جار العمل على إكتشافها .
تمتاز عمّان بتنوعها الآثاري علاوة على تنوعها البشري الإستيطاني الذي قطنها من الحضارات البائدة، وشهدت في العصر الحديث تنوعا بشريا جديدا مثل الشركس والأكراد والأرمن والشوام والحجازيون والمقدسيون والسوريون والعراقيون وغيرهم من الذين فتحت لهم عمّان أبوابها إبان الأزمات الطاحنة في الإقليم، ما حول عمّان إل مدينة فسيفسائية وماتزال، ناهيك عن موقعها الإستراتيجي الذي أكسبها اهمية خاصة لدى العثمانيين، بسبب وقوعها على الطريق الواصل بين دمشق والمدينة المنورة، وهو طريق حساس يتطلب توفير الأمن والأمان له.
الأقدمون أسهموا بكل الطرق في تطوير عمّان وزيادة حجمها ،أما نحن فقمنا بتحويلها إلى عاصمة سياسية مكتظة بالسكان وطاردة لأهلها بسبب واقعها الجديد، وتكدس حتى أبناء الريف والأطراف فيها، كما قمنا بطمر معالمها السياحية والأثرية تحت الأرض كما تبين من حفريات وسط البلد الحالية، ولا ندري كمية الذهب والمكتشفات التي تم العثور عليها .


تابعوا نبأ الأردن على