د. أبو فرسخ يكتب: ما نعرفه عن اومكرون حتى الان وماهى دلالته.

{title}
نبأ الأردن -

مع أن الحقائق عن اومركون لازالت فى بداياتها. ولكن ما نعرفه حتى الان أيضا كثير وممكن استنباط بعض المعلومات المهمة لمكافحته.
1- ماقالته طبيبة جنوب افريقيا التى تنبهت الى احتمال وجود سلالة جديدة يدل على أن هذه السلالة تحمل فى طياتها الأمور التالية
أ‌- هذا الفيروس له أعراض مغايرة للدلتا أو الفيروس الأصلى وهو أنه أخف كثيرا من أعراض الكرونا الأصلية وانه تمثل فى وجع وتعب فى المفاصل والعضلات.
ب‌- لم يكن أحد منهم عنده فقدان للشم أو الذوق.
ت‌- أنه أصاب من أخذ جرعتى اللقاح باصابات خفيفة
2- الأمر الآخر الذى نعرفه أن هذا الفيروس له سرعة انتشار هى خمسة أضعاف (500%) للدلتا وذلك بأنه أصبح السلالة المسيطرة فى جنوب افريقيا رغم صغر المدة التى مكث فيها. (وهذا يتطلب أيضا المزيد لتأكيد ذلك)
3- التسلسل الجينى للفيروس بين أن هناك أكثر من 50 طفرة جديدة وهذه الطفرات حصلت فى الأماكن التالية
أ‌- هناك 35 طفرة فى البروتين الشوكى وهذا يدل على ان هناك تغيير كبير (وليس طفيفا) مع أن ذلك يمثل حوالى 4% من الأحماض الأمينية فى البروتين الشوكى ولكن هذا التغيير الطفيف سيؤدى الى تغييركبير جدا فى شكل البرويتن الشوكى الثلاثى





وهذا له تداعيات كبيرة:
أولها: هناك أربع طفرات من البروتين الشوكى حصلت فى المنطقة التى تهاجمها الأجسام المضادة المصنعة فى المختبرات. فهذا يدل على أن قدرة هذا العلاج فى محاربة الكرونا ستكون أقل بكثير
ثانيا: التغيير الكبير فى البروتين الشوكى يعنى أن هناك احتمال كبيرا فى ضعف اللقاحات الحالية فى الحماية من الاصابة ولكن قد يكون لها القدرة على الحماية من الاصابات الشديدة أو الوفاة خاصة لمن أخذ الجرعات المعززة.
ثالثا: الطفرات الكثيرة جدا فى البرويتن الشوكى قد تكون أثرت الى درجة كبيرة فى امكانية دخول هذا الفيروس مستقبلات ACE2 وهذا قد يفسر لماذا لا يفقد الانسان الشم والذوق؟ كما نعرف أن السبب الرئيسى لفقدان الشم والذوق هو قدرة الكرونا على الالتصاق فى هذه المستقبلات وتدميرها فى العصب الشمى عند الانسان. فان كان هذا الكلام صحيحا فهذا قد يكون التحور الأبرز وقد يؤدى فعلا الى فيروس أقل فعالية وان كان أكثر انتشارا
رابعا: هناك اثبات أن كمية الفيروس فى أنف المصاب هى أضعاف مضاعفة من كمية دلتا والتى هى أكثر أيضا بأضعاف مضاعفة من كمية ألفا. وهذا اكتشف عن طريق أن فحص PCR يحتاج الى دورات أقل Cycle threshold لاكتشاف أن المريض مصاب بالفيروس (كان قديما يحتاج الى 40 دورة الان نزل الى حوالى 20 دورة).
ب‌- هناك ستة طفرات فى سلالة مكرون موجودة فى النظام المشغل للفيروس ORF وهذا يدل بالضرورة على أن شراسة هذا الفيروس ستتأثر اما سلبا أو ايجابا. والأخبار الأولية تقول أن الفيروس لعله أخف قوة من الأصلى. وهذا خبر جيد وله دلالته.
رابعا: سرعة انتشار سلالة اومكرون الكبيرة جدا (ان أثتبتت ) تجعل كل الاجراءات من الاغلاق واجراءات منع التجول أو حتى منع السفر اجراءات عبثية ويجب على الدول أن تحضر نفسها لمعالجة من يصابون فى هذا الفيروس من زيادة أعداد الملقحين وشراء أدوية لمحاربة الفيروس والالتزام بالكمامة. فان كان الفيروس الأصلى فى مارس 2020 قد انتشر فى كل دول العالم رغم ارجراءات الحظر الشديدة فكيف بفيروس له أكثر من 500% قدرة على الانتشار. فماذا ستجدى اجراءات حظر لم تجدى سابقا!
وأخيرا. ان كانت هذه السلالة بهذه سرعة الانتشار وأعراضها كما تبدو الى الان أنها أخف من الكرونا الأصلية. فهل هذا يكون "لقاح مجانى" من الله لنهاية هذا الفيروس من العالم. لأن فى سرعة انتشار كهذه فهو يسابق الريح وستأتى رياحه على كلى دول العالم مما يعجل فى الحصول على مناعة القطيع فى أسرع وقت.
وقد أثبتت سنوات الكرونا أن اللقاحات لن تعطى أى دولة مناعة القطيع. فحتى الدول التى وصلت اللقاحات الى 80-90% من الشعب جاءتها موجات جديدة. فالطريقة الأهم ى الوصول الى مناعة القطيع هو الاصابات الخفيفة الهادئة المتقطعة (مناعة القطيع المنضبطة). واللقاحات تساهم فى هذا الموضوع بخفض الوفيات أو الحالات الصعبة.
هذا تلخيص عما نعرفه حتى الان عن سلالة اومكرون وما يجب أن نعمله ونتوقعه. ولعل الأيام القادمة ستأتى لنا بمعلومات تؤكد أو تدحض بعض ما قيل فى هذا المقال. ولكن يبدو أن كثير مما توفر الينا الى الأن يدخل فى الحقائق الجديدة لهذه السلالة





د. حسام أبو فرسخ
استشارى تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية – البورد الأمريكى
المختبرات الطبية الأولى


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير