جميل النمري يكتب: ليشرح لنا الوزير القصة؟!

{title}
نبأ الأردن -

سوف يهيمن مشروع «الكهرباء مقابل الماء» أو «إعلان النوايا» على الأجواء المحلية ويوترها وسينتقل الى الساحة النيابية ويؤثر سلبا على المناخ الذي يحيط بمخرجات اللجنة الملكية للتحديث السياسي.
لنضع السياسة والتطبيع جانبا ونسأل وزير مياهنا في إختصاصه عن الإعتبارات الاقتصادية - الفنية الاستراتيجية فالمشروع يبدو مصطنعا متكلفا خارج أي سياق يعني الأردن في مجال الماء والطاقة.
حتى الأمس كان الأردن حسب علمنا يعاني من فائض انتاج الكهرباء بسبب الإلتزامات المسبقة مع شركات التوليد من الغاز والصخر الزيتي وحقول الطاقة الشمسية والحكومة تدفع عن الكمية التي التزمت بها ولا تستهلكها وهي أوقفت أي مشاريع جديدة بل وتضيق على المؤسسات التي تريد إنشاء أنظمة شمسية لاستهلاكها الخاص وها نحن نستعد لتزويد لبنان الشقيق بالكهرباء من فائض قدرتنا الانتاجية.
على جانب المياه لدينا المشروع المعروف لتحلية مياه البحر الأحمر وكان مرتبطا بمشروع قناة البحرين الاستراتيجي الضخم لإنقاذ البحر الميت وتحويل وادي عربة الى منطقة اقتصادية مزدهرة تقوم عليها مشاريع متعددة ليس اقلها توليد الكهرباء على خط إنحدار الماء. وقد تقلص المشروع بسبب المعارضة الاسرائيلية الوقحة الى مشروع تحلية عند خليج العقبة وتصريف المياه المالحة في أنبوب الى البحر الميت، وسمعنا عن مشروع اتفاق مع اسرائيل لتزويدها في الجنوب بجزء من هذه المياه مقابل تزويدنا في الشمال بكمية مماثلة من مياه طبريا.
فكيف أختفى فجأة مشروعنا للتحلية من الأحمر واستبدل بالتحلية من المتوسط ؟! وعسى ان لا يكون هذا جزء من الفكرة الاسرائيلية القديمة لقناة بحرين بين المتوسط والميت التي طرحت دائما من الإسرائليين كبديل لقناة الأحمر – الميت ؟!
بالنتيجة يبدو كأننا إزاء مشروع يفرض علينا انتاج ما لا نحتاجه من الكهرباء ويمنعنا من انتاج ما نحتاجه من المياه ويكبلنا على الجانبين بالكيان المحتل؟! على النقيض من كل منطق عقلاني ومصلحة وطنية واستراتيجية … ليخرج وزير المياه ويشرح لنا القصّة ؟!!!


تابعوا نبأ الأردن على