د.عصام الغزاوي يكتب : رائف نجم .. فارس ترجل بصمت
ترجل بصمت فارس اردني إرتبط اسمه بالدفاع عن عروبة القدس ونصرتها، وعلماً من أعلام خدمة الأقصى وبيت المقدس، رحل معالي المهندس رائف نجم الذي عاش حياته للقدس وحرمها المبارك وقبتها المشرفة، وآثارها الإسلامية والمسيحية، وبلدتها القديمة وبيوتها العتيقة، وثق به المغفور له الملك الحسين فكلفه برئاسة لجنة إعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة وبناء منبر صلاح الدين بعد جريمة حرقه، لم يتوقف عمله على إعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، بل تعدى ذلك إلى إعمار بيوت المقدسيين المجاورة للحرم القدسي لتثبيتهم فيها وحمايتها من مصادرة عصابات المستوطنين، وترميم البيوت والمحال الأثرية المحيطة بالمسجد الأقصى وقبته المشرفة فكان رجل الإعمار الأول بحق وجنديه المجهول، وضع القدس بين عينيه والمسجد الأقصى في قلبه حيثما رحل، وصل الليل بالنهار ولم يدخر جهداً ولا ساحة ولا عملاً لاجل توثيق تاريخ المدينة وكنوزها المعمارية والحضارية، وسخّر حياته وعلمه ومواقع عمله لما يزيد عن خمسة عقود للدفاع عنها وتوجيه أنظار العالم نحوها، وفضح ما يقوم به العدو الصهيوني من محاولات تهويد واعتداءات على مقدساتها، ثابر وتحمل وصبر لتجاوز الضغوط الصعبة من اجل تسجيل القدس على لائحة اليونيسكو للتراث الإنساني، ثم للتراث المهدد بالخطر، نسأل الله أن يتقبله القبول الحسن، وأن يبلغه مراتب النبيين والشهداء بما قدم للقدس ومقدساتها.