ميسر السردية تكتب: من مفارقات الأنوثة والذكورة
من يرى ملامحي سواء بالصور أو "فيس تو فيس" لا بد أنه سيجفل حالما يسمع صوتي على الهاتف، وقد يبعد السماعة عنه وينظر إليها أو يعيد التحقق من الرقم، لعله يطمئن أنه لم يخطئ وأن من على الخط ميسر "البنوته الكيوت" وليس رجلا صوته فائض الذكورة.
ولأن الشئ بالشئ يذكر ، كنت في بداية الغزو الأمريكي على العراق عام ٢٠٠٣ أعمل في صحيفة الهلال الإسبوعية ذات النبض القومي، كلفت حينها بإجراء مقابلة مع سعادة سفير العراق في الأردن السيد صباح الياسين، كنت أتواصل لترتيب المقابلة مع شاب في السفارة أسمه جواد بشكل متواصل وكان هو يخاطبني على الهاتف بصيغة المذكر- أستاذ ميسر - لم أعر الأمر اهتماما، ظننتها خربطة نتيجة ضغوط العمل، فما يهمني هو الظفر بالمقابلة الصحفية أولا وأخيرا.
عقب أيام جاءت الموافقة على الطلب، فسارعت للموعد في وقت تحسب علينا فيه الدقيقة في ظل حالة الغليان على جميع المستويات.
دخلت مكتب السيد جواد.. شو بدي أوصف حالي كما كنت أرى نفسي في ذاك الزمن المنصرم " ميسر التي لم تنجب الصحارى والقفار أجمل منها على الاطلاق .. سأل الرجل:تفضلي بماذا أساعدك؟.. استغربت وخشيت أن هناك متغير ما.. أنا الصحفية ميسر فروخ.. بحلق في شكلي، ثم استعجل الذهاب لأحد المكاتب.. تبعته استطلع القصة، فإذا به يقف أمام مكت سعادة السفير ويقول له" سيدي هاي ميسر طلعت بنيه مو أوليد"…. بنيه بنيه وش عاد…….لم تستفزني الحالة.. بل جعلتها رافعة لتلطيف الجو… وتمت المقابلة وخرجت يومها بمادة صحفية اعتبرها من أفضل ما عملت من لقاءات ضمن سياق تكويني القومي المرهق جدا… وسأظل على قارعة الصبر أنتظر العراق …
أوليد تصغير ولد بلهجة أهل العراق