د. سعد الخرابشة يكتب: يحدث في بلدي

{title}
نبأ الأردن -

عندما نفكر باستحداث مؤسسة جديدة فأول ما نفكر فيه كيف سيكون لقب رئيس هذه المؤسسة قبل التعرف على مهامها ومسؤولياتهاوالموقع التنظيمي لهذه المؤسسة وفرص نجاحها.
عندما وجه جلالة الملك الحكومة قبل عام تقريبا بإنشاء مركز وطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية على أثر جائحة كورونا، كان بذهنه تطوير مركز على غرار مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية (CDC) ولو بصورة مصغّرة، ولا أعتقد أنه كان معنياً بأن يكون رئيس المركز برتبة وزير كما لم يرد بالتوجيه الملكي أن يكون هذا المركز خارج مظلة وزارة الصحة. فالمراكز الأمريكية (CDC)والتي تعنى بمراقبة ورصد والوقاية من الأمراض السارية وغير السارية والأمراض المهنية والبيئية… الخ داخل الولايات المتحدة وخارجها تتبع هذه المراكز لوزارة الصحة الأمريكية(Department of health and human services).
وسؤالي هنا ومن باب الحس الوطني بالمصلحة العامة لماذا لم ينشأ هذا المركز تحت مظلة الوزارة ويكون رئيسه الأمين العام لشؤون الأوبئة والأمراض السارية وهذه الوظيفة موجودة في الوزارة منذ ما قبل نشأة هذا المركز.
واقترح بهذا الصدد أن يغير مسمّاه إلى مركز مكافحة الأوبئة والأمراض وعدم اقتصاره على الأمراض السارية فقط، علما أن الحواضن والبنى التحتية متوفرة في الوزارة منذ عقود عديدة كمديرية الأمراض السارية ومديرية الأمراض غير السارية ومديرية الصحة المهنية ومديرية الأمراض الصدرية وصحة الوافدين ومديرية مختبرات الصحة العامة ومديرية صحة البيئة. فيمكن وضع جميع هذه المديريات تحت مظلة هذا المركز ورفده بالدعم اللوجستي والموارد البشرية المتخصصة والتكنولوجيا الإضافية اللازمة. وهذا المقترح من شأنه أن يؤدي إلى ما يلي:
٠١ الشمولية في تغطية جميع الأمراض السارية وغير السارية، علما أن الأمراض غير السارية هي القاتل الرئيس للأردنيين.
٠٢ تقليل الكلفة المالية واستغلال البنى التحتية والخبرات المتراكمة في وزارة الصحة. وضمان فرصة نجاح كبيرة لهذا المركز.





٠٣ المحافظة على حوكمة رشيدة للقطاع الصحي وتعزيز دور وزارة الصحة بدلا من إضعافه بإنشاء مؤسسات موازية تنازعها الصلاحيات.
لا زال لدي أمل بالمخلصين من أصحاب القرار أن يعيدوا النظر بنظام هذا المركز وتصويبه والوقت لا زال مبكراً تجنبا لتسجيل حالة فشل جديدة علينا وأن يكون هاجسنا مصلحة الوطن العليا وليس مصلحة الأشخاص.
اللهم لا مصلحة شخصية أبتغيها ولكنه النصح الصادق والغيرة على هذا الوطن الغالي.
ملاحظة: لقد كتبت عن هذا الموضوع عدة مرات سابقة منذ شهر كانون أول ٢٠٢٠.


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير