الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي يكتب: شعاراتنا الوطنية والدينية

{title}
نبأ الأردن -

عندما ندخل مكتب أي مسؤول بالحكومة فإننا غالبا ما نجد إحدى العبارات والشعارات التالية (العدل أساس الملك، أو رأس الحكمة مخافة الله، القناعة كنز لا يفنى ) هي شعارات ومقولات تبتعد كليا عن واقع الحال وعن الالتزام بها .





فالصلاة عادة في المنازل لا تأخذ مننا أكثر من دقيقتين بينما بالعمل فإن الصلاة تستغرق وقتا يصل إلى نصف ساعة أحيانا، والسبب في ذلك هو أن الموظف تأتيه النفحة الإيمانية والتي يتخللها التهجد والتسبيح والدرس الديني والوعظ والإرشاد .





وكذلك عندما نذهب إلى مكاتب المسؤولين ونسأل عنهم فإن الجواب يكون من المراسل أو السكرتير أو مدير المكتب هو: المسؤول بالحمام للتحضير للوضوء، وهذا الأمر عادة ما يْغيًب المسؤول أكثر من ربع ساعة، ولكنه عندما يكون بمنزله أو بكوفي شوب أو بالسيارة أو بعزيمة أو مناسبة فإنه يحشر حالة ويحصل عنده حصر بول وأمراض بروستاتية من كثر ما هو مقاوم لقضاء حاجتة أو فريضة عبادته .





كلكم تذكرون الشعارات السياسية والوطنية التي تم إطلاقها قبل عشرات السنين (الأردن اولا ، أولي العزم، أهل الهمة، مدرستي، ….الخ) فأين نحن من تلك الشعارات والعبارات التي تم استقطاب منح مالية عليها ، وتم تأسيس لجان لمتابعتها؟ .





فشعار الأردن اولا صار شعارا للاجئين و الفاسدين وحتى المعارضين أو العلمانيين الليبراليين، واستفاد منه أيضا الطارئين على هذا البلد والذين سيهاجرون عند أول أزمة تضرب بالوطن، فما عاد هذا الشعار يشعر به ابناء الوطن الموالون أو المنتمون له والذين قدموا الشهداء تلو الشهداء وتاريخهم مسطر بدماء اجدادهم و ابنائهم التي سالت على أسوار القدس أو على حيطان قلعة الكرك، أما شعار أولي العزم صار هذا يقال لأهل وذوي الشهداء الذين يتم نسيانهم بعد انتهاء مدة عزائهم من قبل أولي الثروة والسلطة الذين ينهبون ويسرقون ويمصون دماء أولي العزم ،
أما شعار مدرستي فكلكم يعرف أن المدرسة ما عادت ذات المدرسة ولا الجامعة هي نفس الجامعة، ولا الاستاذ الدكتور أو المعلم ذو القيمة العلمية والاجتماعية بقيَ دكتورا أو معلما، فالجامعة والمدرسة تآكلتا وصارتا مهنة أو بنكا تجاريا، والدكتور والمعلم صارا يعملان سواقين للتكاسي أو عمال للباطون أو جراسين بالمطاعم من ظنك العيش .





كل هذه الشعارات الجميلة التي تم إطلاقها وكنا نشعر بها قديما ونطبقها فطريا دون أن يعلن عنها باحتفاليات او بالإعلام أو تعلق على الحيطان والجدران .





أما الآن فنحن أكثر دولة عربية تطلق شعارات يأتي دائما ورائها نتائج تخالف الواقع وتكون عكس مضامينها تماما .





ولهذا فإنني والله العظيم أخاف من شِعاران يترددان الآن على الميديا أحدهما يقول إن الأردن بلد الأمن والأمان، والآخر يقول أفتخر أنك أردني، فهل سيبقان هذان الشعاران مطبقان ونعمل على تدارك فقدانهما أو خسارتهما؟ .
اللهم احفظ وطني قيادة وشعبا وأمّناً وأماناً .


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير