بلال حسن التل يكتب: ما بعد إكسبو
محقة جماعة عمان لحوارات المستقبل بدعوتها لفتح تحقيق لمحاسبة كل مقصر بحق الأردن من خلال سوء الاعداد ثم سوء المشاركة بمعرض إكسيو 2020, المقام في دبي في هذه الأيام, لأن هذه المشاركة لم تكن بمستوى الأردن بجميع المقاييس وبكل الأحوال.
ومحقة الجماعة بقولها إن هذا السوء بالاعداد والمشاركة هما استهتار بصورة الأردن وسمعته. لأن القائمين على المشاركة الأردنية في إكسبو، لم يكتفوا بتقديم الأردن بصورة هزيلة، بل امتدت اساءتهم لتاريخ الاردن وملوكه ،عندما اوكلوا مهمة الشرح عن هذا التاريخ لمن يجهلونه لتصبح الثورة العربية الكبرى، حربا بدأت بسوريا وانتهت باليمن، وليتم اختصار دور صاحبي الجلالة المغفور له الحسين ومن بعده عبدالله الثاني بجلب الاستثمار، وليتم حذف حقبة الملك المؤسس من تاريخ الأردن المعاصر، وبمقدار الجهل بتاريخ الاردن كان الجهل بجغرافيته عند من أوكلت لهم مهمة التعريف بالأردن.
لقد جاءت مشاركة الاردن في إكسبو مسيئة لبلدنا بكل المقاييس وفق ما قاله زوار الجناح الأردني في المعرض، ووفق ردود الفعل على الجناح الأردني في هذه التظاهرة العالمية مما يطرح سؤالاً هو: من المسؤول عن تشويه تاريخنا الوطني والقومي واختصار الأردن بهذه المعروضات الهزيلة والهزلية، في منصة عالمية مثل إكسبو, التي يشارك في دورتها الحالية ما يقارب المئتي دولة من مختلف قارات العالم، والمتوقع أن يصل عدد زواره إلى 25 مليون زائر؟، علماً بأن اكسبو يعقد لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا، وهو بمثل منصة عالمية للتبادل التجاري ولعقد الصفقات والإتفاقيات والعقود التجارية، كما يتضمن عشرات ورشات العمل, وهو يعقد دورته الحالية تحت عنوان "تواصل العقول وصنع المستقبل" ويركز على التصدي لمعالجة قضايا المناخ والنمو الاقتصادي والصراعات, وهي قضايا ملحة بالنسبة لنا في الأردن. فإذا أضفنا إلى ذلك أن إكسبو هو منصة عالمية للبحث عن حلول مبتكرة لمكونات التنمية وهي الاستدامة الدائمة للطاقة والمياه والنقل وتوفير فرص لتحقيق النمو الاقتصادي, وكلها قضايا تدخل في صلب إهتماماتنا وهمومنا الوطنية كان علينا أن نستعد للاستفادة منها استفادة قصوى, خاصة وقد كان لدينا الوقت الكافي للاستعداد لهذه المشاركة في هذه المنصة العالمية التي تعقد مرة كل خمس سنوات، فقد وقع الاردن على إتفاقية مشاركته في هذا المعرض في احتفالية رسمية اقيمت في رئاسة الوزراء قبل وقت طويل، لم يجري استثماره لاعداد مشاركة اردنية لائقة، تعكس تقدمنا في مجال ريادة الاعمال، وتخدم صناعتنا خاصة المتطورة منها كالادوية والبوتاس وغيرها من الصناعات الاردنية، مثلما لم تعكس الكثير من مزايا الاردن.
لكل ماسبق صار من الضروري معاقبة كل من قصر في الإعداد للمشاركة الأردنية، ليكون عبرة لغيره، من الذين يمارسون اللامبالاة في التعاطي مع صورة الاردن، ولتكون مشاركتنا بعد إكسبو مما يليق بوطننا.
Bilal.tall@yahoo.com