مُضرةٌ أم مُفيدة .. الجرعة المُعززة في رأي الطب

{title}
نبأ الأردن -

نبأ الأردن- كتبت أمينة عوض - في إطار توجه وزارة الصحة لإعطاء جرعة ثالثة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا، لمن مضى على تلقيهم الجرعة الثانية 6 أشهر، وذلك يوم الأحد المقبل، كان لا بد من معرفة الآراء الطبية حيال ذلك، وما مدى أهمية الجرعة المعززة في تكوين أجسام مضادة للشخص المتلقي لها، وعن الفئات الأولى بأخذها في ظل تطورات الوضع الوبائي، وزيادة أعداد الإصابات وارتفاع نسب الفحوصات الإيجابية.
بدورها، تواصلت وكالة نبأ الأردن الإخبارية مع استشاري تشخيص الأمراض النسيجية والسريرية، الدكتور حسام أبو فرسخ، الذي أكد أنّه ليس ضد إعطاء الجرعة المعززة، ولكن لا بدّ من تحديد أولويات لها.
وقال فرسخ لـ"نبأ الأردن"، إن الإصابات بفيروس كورونا سجلت نحو 33% بين طلبة المدارس في الآونة الأخيرة، ما يؤكد أن هذه الفئة تنقل بشكل كبير المرض لغيرها، بحكم تنقلها بين أماكن كثيرة في المجتمع، ما يعرّض كبار السن للإصابة بالفيروس بشكل أكبر.
وشدد على ضرورة إعطاء الجرعة الثالثة بشكل رئيسي لكبار السن ممن هم فوق الـ 60 عاماً، ومن ثم البدء بإعطاء الجرعة الأولى والثانية لصغار السن من 5- 18 عاماً، على ان يتم إعطاء الجرعة المعززة لباقي الفئات في حال كان هناك زيادة في كمية اللقاحات المتوفرة في المملكة، وذلك بعد 6 أشهر من تلقيهم الجرعة الثانية.
وأشار الى أن الدراسات التي تناولت موضوع الجرعة المعززة من اللقاح ركّزت بشكل خاص على لقاح "فايزر"، وداخل الشركة نفسها، والذي أكدت على فعاليتها، ما يعني ضرورة ان يتم تجربة ذلك على فئات متعددة بشكل مختلف وفي اماكن أخرى ليتم ملاحظة أثر واضح لها، وحتى لا تكون لها علاقة بحسابات مالية للشركة ذاتها.
" لا توجد دراسات علمية حول فعالية الجرعة المعززة من لقاحات أخرى غير فايزر مثل: آسترازينيكا واللقاح الصيني وغيره"، وفق فرسخ.
وحول فائدة الجرعة العززة، نوه الى أن الدراسات العلمية أثبتت أنها تزيد من فعالية تكوين الأجسام المضادة بشكل اكبر.





من جهته، أوضح استشاري أمراض الصدر والجهاز التنفسي وامراض النوم، الدكتور محمد الطراونة، بان هناك ارتفاعاً كبيراً في أعداد الإصابات في دول كثيرة من العالم، وذلك بعد حالات من الإستقرار وبالذات في الدول الأوروبية، وعليه فقد اشارت منظمة الصحة العالمية الى أن أوروبا أصبحت بؤرة لإنتشار الوباء حالياً، علماً بأن نسب التلقيح فيها مرتفعة.
وأضاف: "وهذا ما يؤكد ارتفاع نسب الإصابات بالفيروس رغم نسب التلقيح المرتفعة، اذ أن السبب يعود الى وجود المتحور دلتا، ولذلك تشير آخر دراسات عالمية أجريت على عاملين بالقطاع الصحي في بريطانيا الى ان المناعة المكتسبة من اللقاحات للاشخاص الذين حصلوا عليها وهم يعملون في القطاع الصحي، تقلّ بنسبة كبيرة بعد 6 أشهر من الحصول على الجرعة الثانية".
وتابع: "الدراسات التي أجريت عالمياً اثبتت أن إعطاء الجرعة الثالثة المعززة تؤدي الى تكوين أجسام مضادة بشكل اكبر و تحافظ على الأوضاع الوبائية، اضافة الى حماية الإستقرار الوبائي بعد حملات التلقيح الموسعة التي تجرى في العديد من دول العالم".
ولفت بأن الإختلاف في الدراسات العلمية يكمن في الفئات التي يجب أن تعطى لها الجرعة المعززة، حيث تؤكد بعضها الى ضرورة إعطائها الى الفئات ذات الإختطار العالي، وهم كبار السن الذين لديهم أمراض مزمنة، والعاملين في القطاع الصحي، وهناك جهات باشرت بإعطائها لجميع فئات الشعب في ظل وجود كميات إضافية من اللقاحات.
وحول الخلط بين اللقاحات، شدد الطراونة في حديثه لـ"نبأ الأردن"، بأنه أمر جدلي، اذ لا يزال الحكم فيه مربوطاً بالدراسات التي أجريت في بريطانيا وألمانيا على إعطاء الجرعة الأولى من لقاح آسترازينيكا والثانية من لقاح فايزر.
وأكد الطراونة في حديثه لـ"نبأ الأردن"، على أنه لا توجد اية دراسات حول العالم اثبتت بانه يمكن إعطاء الجرعة الثالثة المعززة بعد اللقاح الصيني، فإذا لا بد من إعطاء هذه الجرعة فيجب ان تكون من نفس نوع اللقاح.
وحول أهمية إعطاء طلبة المدارس اللقاح المضاد لكورونا، علّق قائلاً: "هذا أمر مهم جداً ويمكن إعطائهم المطعوم حتى سن 12 عاماً، اذ لا بد من الحفاظ على الوضع الصحي داخل المدارس والمنشأت التعليمية بتشديد الإجراءات التفتيشية عليها.
وختم الطراونة بالقول: "الكمامة لا تقل أهمية عن اللقاح ولا بد من إرسال فرق تفتيشية الى المنشآت التعليمية، وأن يكون هناك ضبّاط ارتباط لمراقبة الإلتزام بالبروتوكول الصحي، اذ أن الطلبة يتواجدون بالمدارس بأعداد كبيرة وبشكل يومي، ما يمكن أن تشكل خطراً على الوضع الوبائي".





في سياق متصل، أوضح رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الجليلة للأطفال، استشاري الأمراض السارية والتحكم والسيطرة بالأمراض الوبائية، الدكتور وليد أبو حمور، الفرق ما بين خلط اللقاحات والجرعة المعززة.
وقال أبو حمور لـ"نبأ الاردن"، إن الخلط يعني أن تكون الجرعه الاولى من لقاح على سبيل المثال لقاح صيني والجرعة الثانيه فايزر، مؤكداً أنه لا توجد اي دراسات علميه في هذه الطريقه ولذلك لايجوز الخلط.
واضاف: "لكن اعطاء الجرعه الثالثه بعد ٦ شهور من الجرعة الثانيه لا يعتبر خلطاً ولا ضير في ذلك لاعطائه لفئة خاصة من المجتمع".


تابعوا نبأ الأردن على
تصميم و تطوير