وائل منسي يكتب: العالم يحتاج إلى خضة أو هزة إقتصادية بين الفينة واﻷخرى
العالم يحتاج إلى خضة أو هزة إقتصادية بين الفينة واﻷخرى، ﻹعادة التصحيح. واﻹقتصاد اﻷمريكي يمثل تقريبا ربع اقتصاد العالم، وأقل بقليل الإقتصاد الصيني الذي يقضم بهدوء كعكة الإقتصاد العالمي، وبعده الإتحاد الأوروبي وروسيا.
والعصا التي بيد أمريكا هي ارتفاع سعر النفط، وأوبك قراراها ليس بيدها بل هي أداة في هذه الحرب الباردة الساخنة.
ومايحدث في أمريكا والصين والحرب الإقتصادية والتقنية بينهما، بدأت تظهر وتكشر عن أنيابها، وبالضرورة ستؤثر على باقي دول العالم، وخاصة الدول النامية.
فالعالم مقبل على موجة غلاء أسعار عالمية لعدة عوامل موضوعية ولوجستية ومنها عوامل مقصودة، أيضا الهزات الإرتدادية لجائحة كورونا.
فهل يتحمل إقتصاد الدول الفقيرة ضمن المديونية العالية لها؟
وهل تتحمل الآثار الإجتماعية لهذا الضغط الإقتصادي؟
أعتقد أننا سنشهد موجة تحولات إجتماعية وسياسية قادمة على المنطقة، وبعض الأنظمة في العالم والمنطقة استجابت بأشكال ومستويات مختلفة للتخفيف من الآثار الإقتصادية والإجتماعية والسياسية لهذه التحولات.
والأردن استجاب سياسيا واستشعر الخطر الداخلي والخارجي، فشكل جلالة الملك لجنة ملكية لتحديث المنظومة السياسية، وقدمت مخرجات معقولة نسبيا تساهم تدريجيا في تطوير الحياة السياسية وتعزيز مشاركة المجتمع وخاصة الشباب فيها.
لكن تبقى المعضلة الكبرى هي عدم وجود Think Tank متعدد الخبرات، أو ما يسمى الخزان أو مطبخ القرار الذي يرصد التحولات داخليا وخارجيا، و يعمل وينتج ما يسمى Conceptual & Prediction ويستجيب مسبقا ويأخذ القرارات المناسبة
وبدأت الدولة ومطبخ القرار فيها بتشكيل مجموعة متجانسة من أصحاب الخبرات الاستراتيجية والرؤى لتكون بمثابة الخزان ومراكز صنع القرار بعيدا عن المقاربات الأمنية.
وأيضا من المعضلات، الإصلاح الإداري والإقتصادي في ظل منظومة إدارية وظيفية قاصرة عن اللحاق بالتطور التكنولوجي والذكاء الإصطناعي والجيل الخامس والسادس قريبا، والحكومات المتعاقبة مشغولة باللهاث اليومي بإطفاء الحرائق والمشاكل الصغيرة، وإهمال القضايا الكبرى مثل أزمة المياه والعنف الإجتماعي، وأزمات النقل وتخطيط المدن، ودون رؤيا وتخطيط استرايجي لإنشاء مشاريع إقتصادية كبرى وبنية تحتية لمواكبة التطور المتسارع والهائل في العالم.
كما لدى الأردن منظومة إقتصادية مشوهة ونظام ضريبي غير عادل ويختلف عن معظم الأنظمة الضريبية في الدول المتقدمة، وفشلت الحكومات المتعاقبة في تأسيس نظام اقتصادي باسترايجية متكاملة وهوية واضحة ومشاريع تنموية.
نحتاج إلى نهج جديد وثقافة مجتمعية مغايرة ورجال فكر ودولة، ولدى الأردن الكثير منهم.
هل يستطيع الأردن؟، نعم يستطيع.