ميسر السردية تكتب: .. ولا زال شاهد قبره يرعبهم
تاليا القصة كما وردتني من الأصدقاء …لروح البطل الرحمة و لذكراه المجد و الخلود…
………………..
الأردنيون وحدهم من يتفردون من بين كل العرب بعدد شهدائهم على ثرى فلسطين، احد هؤلاء الشهداء يرقد في قرية رنتيس غربي مدينة رام الله، تلك القرية الحدودية الوادعة، التي لا يفصلها عن مدينة اللد المحتلة سوى بضعة كيلومترات، الشهيد الملازم الأردني عبد الله فلاح الموالي السردية "ابوصايل"، بطل معركة قولية الشهيرة (إحدى القرى الفلسطينية المدمرة) الذي استشهد بتاريخ 7 ـ 6 ـ 1948 بعد أن ألحق هزيمة نكراء بجيش الاحتلال وقتل قائده في تلك المعركة، شارك البطل مع القائد الفلسطيني حسن سلامة في محاربة الانتداب البريطاني، وكان يتخذ من قرى المنطقة المحاذية لما يسمى (الخط الأخضر) موقعا لعملياته ضد العصابات الصهيونية التي كانت قد بدأت الاعتداء على اهالي القرى العربية الآمنين، وذات يوم قامت تلك العصابات بالاعتداء على القرى الفلسطينية في منطقة اللد واجبروا اهلها على الهروب شرقا تاركين خلفهم كل ما يملكون، وصل كثيرون منهم الى قرية رنتيس وتوجهوا والحزن يعلوا وجوههم الى معسكر الجيش الاردني هناك وشرحوا مأساتهم وسط بكاء الاطفال ونحيب النساء للضابط عبد الله السرديه الذي اجتمع على الفور بأركان كتيبته واصدر على مسؤليته الشخصية اوامره للمدفعية بدك مواقع المستوطنات الاسرائيلية وامر مشاته بالهجوم وتحرير سائر القرى المجاورة واجبر جنود العدو الجبناء على الفرار منها، طلب الشهيد من الاهالي حمل امتعتهم قبل وصول التعزيزات المتوقعة وبالفعل وصلت تعزيزات اسرائيلية ضخمة واشتبك الجيشان وقاتل الشهيد حتى نفذت ذخيرته، وتعارك بعدها وجها لوجه مع قائد قوة العدو وفجر به ما بجعبته من قنابل يدوية وارداه قتيلا قبل ان يرتقي إلى العلا شهيداً، بعد انتهاء المعركة التي انتهت باستشهاده، ومقتل (11) جنديا إسرائيليا بينهم قائد القوة المهاجمة، قام اهالي قرية رنتيس بنقل جثمانه وبقية شهداء المعركة ومواراتهم الثرى في مقبرة القرية، ما زال ضريح البطل شاهدا على تضحيته وبسالته إلى يومنا هذا، ويقوم بعض المستوطنين بين الحين والآخر بالانتقام منه بتحطيم شاهد قبره وفي كل مرة يعيد اهل القرية بنائه مرة اخرى، ستبقى قبور شهدائنا منارة لكل الشرفاء والاحرار .